إياد العبادله - النجاح الإخباري - هدَّد وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بحرب جديدة على قطاع غزة إذا استمرت التهديدات وأعمال الحفر في الأنفاق على الشريط الحدودي المتاخم لغزة, فيما قللت حركة حماس من تصعيد الإحتلال واعتبر أحد قادتها اسماعيل رضوان أنها تأتي في سياق الاستهلاك الإعلامي المحلي, بينما رأى محللون سياسيون أن أسباب الحرب قائمة, من عدم إكمال إعادة الإعمار وتفاقم البطالة وأزمة الكهرباء وغيرها.

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي, د. فريد قديح أن التهديدات الإسرائيلية جوفاء, موضحًا أن جميع الأطراف غير مستعدة ومعنية بقيام حرب في الوقت الراهن لعدة أسباب, أبرزها, أن إسرائيل تقف أمام إدارة أميركية جديدة, لم تتضح حتى اللحظة معالم سياستها, خاصة فيما يخص الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية, فضلًا عن اتخاذ الدول العربية موقف المراقب لما سيتمخض عن النظام الجديد من ملامح سياسية لم تتضح بعد.

وأشار إلى أنه رغم التصريحات من الإدارة الأميركية الجديدة بخصوص ملف الشرق الأوسط, إلا أنها اتسمت بطابع التناقض, إضافة إلى أن الحرب الأخيرة على قطاع غزة في شهر تموز/يوليو من العام 2014, تركت أثرًا كبيرًا على جميع الأطراف في استخلاص العبر.

واتفق الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الدولي حسن عبدو مع رأي قديح بأن المواجهة مستبعدة في الوقت الحالي, مشيرًا إلى أنها لا ترقى إلى تهديدات حقيقية, بل تبقى في سياق الإستهلاك الإعلامي والمحلي لاستفادة ليبرمان منها في تعزيز مكانته في الأوساط اليمينية الإسرائيلية.

وجزم بأن الأوضاع الميدانية لا تشير إلى حدوث مواجهة ميدانية بين المقاومة الفلسطينية والإحتلال الاسرائيلي, مشيرًا إلى أن الرغبة غير متوفرة, فضلًا عن عدم استعداد البيئة الدولية لأي عدوان جديد, إضافة إلى أنه لا يوجد في غزة أي هدف قابل للتحقيق, مستندًا على نتائج المواجهات الثلاثة السابقة التي حدثت في غزة.

ولفت "قديح" إلى أن أسباب المواجهة العسكرية الميدانية لازالت قائمة, وأضاف أنه رغم عدم تغيرها عن الماضي, بل أنها تعاظمت في هذه المرة مكللة بتفاقم حجم الإشكالات من تعسر اعادة الإعمار وتفاقم نسب البطالة وارتفاع نسب الفقر لدى المواطنين في غزة, نتيجة الحصار الخانق, إلا أن الرغبة في الحرب غير واردة عند جميع الأطراف.

وشدَّد على أن الظروف الدولية والإقليمية غير مهيئة, فضلًا عن عدد من القضايا بالنسبة لإسرائيل باتت غير واضحة لها نتيجة التغير في النظام الدولي وتولي الرئيس الأميركي وادارته الجديدة مقاليد الحكم, لتفادي الاصطدام معها, في ظل عدم وضوح كامل لسياساته الجديدة, وأضاف, "أنه رغم التقارب بين اليمين الإسرائيلي وواشنطن إلا أن اسرائيل لازالت تتعامل بحذر مع أي تطور ميداني ودولي واقليمي.

وأوضح أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وليبرمان يدركون جيدًا أن الهدوء مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يعد وهميًا, مشيرًا إلى أن أي تطور ميداني من شأنه أن يحدث في أي لحظة يمكن أن يقود إلى تطور عسكري جديد.

وبيَّن أن تذرُّع إسرائيل بموضوع الأنفاق والتطور العسكري للفصائل والتصريحات بشأنهما يأتي في محاولة الإحتلال لمعالجة الأمر في سياق البحث والدراسة والاستشارات الدولية ومساعدة الأصدقاء لمواجهته بالسبل التكنولوجية الحديثة دون الدخول في مواجهة عسكرية, من شأنها ان تجر جميع الأطراف إلى مصير مجهول, نتيجة التطورات العسكرية والتجارب التي أعلنت عنها المقاومة في تصريحات متفاوتة بعد إنتهاء الحرب الأخيرة على غزة.

وأكَّد على أن التطور العسكري والأنفاق موضوعان يبرزان بين الحين والآخر في أروقة السياسة الاسرائيلية نتيجة الإهتمام الإعلامي ويضع الحكومة الإسرائيلية في مأزق أمام المجتمع الإسرائيلي نتيجة الخوف والقلق الدائمين, خصوصا عند المستوطنين الذين يسكنون في مستوطنات محيطة بغزة, مشيرًا إلى أن اسرائيل تحاول معالجتها بعيدًا عن الحرب بالسبل التكنولوجية الحديثة.

ونوَّه إلى أن أي أزمة اسرائيلية داخلية من شأنها أن تؤثر على الحكومة والمؤسسة العسكرية, ويحاول قادتها الهروب إلى توتير الأوضاع تجاه غزة, مشيرًا إلى أن غزة أصبحت بالنسبة للإسرائيليين كيان ارهابي في مفهومهم جاهز لتحميله المسؤولية عن أي أزمة تحدث ويتم معالجتها على حساب هذا الملف بالتلويح بأن هناك خطر من فصائل غزة, فضلًا عن اعتماد اليمين الإسرائيلي على أسلوب ترهيب مجتمعهم بالأساليب العنصرية سواء من ناحية حماس أو المقاومة أو بروز قوة في المجتمع العربي في الداخل المحتل.

وحول ما اذا كانت تهديدات ليبرمان مرتبطة بعودة الوفد الأمني "الحمساوي" من القاهرة بعد زيارة خاطفة استغرقت بضعة أيام, أكد "عبدو" على أن لا علاقة في الأمر بينهما, وأشار إلى أن ليبرمان يعرف بأنه وزير التهديدات, ويطلقها بين الحين والآخر, ولم يتوقف عن تهديد غزة, مشيرًا إلى أنه قبل توليه وزارة الجيش في اسرائيل كان يتوعد بقطع رؤوس قادة حماس, ولم ينفذ أيًا منها, وبات مجالًا للسخرية في الصحف الإسرائيلية.

وأوضح أن من يدير وزارة الدفاع فعليًا هو نتنياهو مع رئيس الأركان تمامًا, كما كان نتنياهو يدير وزارة الخارجية عندما كان ليبرمان على رأسها في الحكومة السابقة, موضحًا أن تهديدات ليبرمان عادة لا تؤخذ على محمل الجد.

وكشف زيارة الوفد الأمني "الحمساوي" إلى القاهرة, تأتي في سياق التبادل الأمني فيما يحدث في سيناء, مشيرًا إلى أن الحرب التي تخوضها مصر ضد التطرف يستدعي أن تتعاون مع جميع الأطراف لتأمين عمقها الأمني الاستراتيجي وخصوصا مع قطاع غزة, وأشار إلى أن توجه مصر لانفتاح مع قطاع غزة استدعى أن يتخلله تعاون أمني لترسيخ التعاون المشترك فيما بينهما, نافيًا ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول الحديث عن صفقة جديدة بخصوص تبادل الأسرى, وشدَّد على أنه لن يكون هناك أي انفتاح مع القاهرة إلا بتعاون أمني مع غزة.

يُذكر أنَّ وزير الجيش "الإسرائيلي" ليبرمان هدَّد بحرب جديدة ضد قطاع غزة, وأوضح أنها ستكون "مؤلمة" وحاسمة، ولن تتوقف حتى ترفع المقاومة الفلسطينية الرايات البيضاء, الأمر الذي اعتبتره حركة حماس بأنه يأتي في اطار الاستهلاك المحلي الاسرائيلي, محذرة بأن اقدام جيش الاحتلال على أي حرب على قطاع غزة لن تكون نزهة له كما يعتقد.