النجاح الإخباري - بعث مجلس السفراء العرب، رسائل إلى وزير الخارجية والبرلمان الهولندي، أعرب فيها عن رفضه واستهجانه لقرار  الرئيس الأمريكي حول القدس، والذي يخالف قرارات الأمم المتحدة، والاجماع الدولي الواضح حول هذه القضية الهامة. 

وأعرب المجلس في رسالته لوزير الخارجية عن ترحيبه بالموقف الرسمي الهولندي، والذي وصف القرار الأميركي "بغير الحكيم، ويعطي نتائج عكسية"، وبترحيب المجلس بالتزام هولندا بموقف الاتحاد الأوروبي الذي عبرت عنه بوضوح الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني.

كما تضمنت رسائل المجلس إشارة واضحة الى القرارات الملزمة لمجلس الامن، والتي تدين كل الإجراءات التي تعمل على تغيير الوضع القائم بالقدس، وتؤكد أن جميع هذه الإجراءات غير القانونية المتخذة من قبل إسرائيل لا يمكنها تغيير المكانة القانونية للقدس المحتلة. 

وأعرب المجلس في رسائله لوزير الخارجية والبرلمان الهولندي عن أن قرار الإدارة الأميركية الأخير حول القدس يشجع إسرائيل بالتمادي في سياساتها واجراءاتها غير القانونية إزاء المدينة المقدسة، وباقي الأرض الفلسطينية المحتلة، ويمثل مكافئة وتشجيع للاحتلال على افعاله، ويناقض ويقوض الجهود الرامية لخلق الظروف المناسبة لإطلاق مفاوضات سلام حقيقية وذات مغزى بين الطرفين.

وأشار مجلس السفراء العرب برسائله، إلى أمله وتطلعه أن تقوم هولندا ومن خلال عضويتها بالاتحاد الأوروبي، وقريبا في مجلس الامن باتخاذ مواقف وإجراءات من شأنها المساهمة في منع ازدياد حالة عدم الاستقرار بالمنطقة.

ويتطلع أن يقوم مجلس الأمن في تحمل مسؤولياته إزاء ضمان التطبيق الفعلي لقراراته حول القدس، وضمان تطبيق القانون الدولي فيما يخص حل الصراع الفلسطيني والإسرائيلي وتحقيق السلام الدائم، عبر ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وعبر مجلس السفراء العرب، عن خيبة أمله في عدم تمكن مجلس الأمن من تبني قرار حول هذه القضية الهامة نظرا لاستخدام الولايات المتحدة لحق النقض "الفيتو".

في السياق ذاته، عقدت سفارة فلسطين، اجتماعا مع ممثلي المؤسسات الفلسطينية على الساحة الهولندية لبحث تداعيات القرار الأميركي حول القدس.

واستعرضت السفيرة  روان سليمان، الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس منذ اليوم الأول للقرار الأميركي على كافة الأصعدة، مشيرةَ إلى أن التحرك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني اشتمل على اتخاذ القيادة لخطوات عملية في اطار جامعة الدول العربية، والأمم المتحدة بما فيها مجلس الامن، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، وفي الاطار الثنائي الخاص بالاتصالات واللقاءات المكثفة التي أجرتها القيادة الفلسطينية، من أجل إيصال موقفنا الرافض بشدة لهذا القرار الذي ينتهك القانون الدولي بشكل واضح، لتوضيح التبعيات والتداعيات الخطيرة للقرار الجائر.

وأوضحت سليمان أن الجهود المبذولة نجحت في تحقيق اجماع دولي رافض لهذا القرار، وتجلى هذا الاجماع في التصويت الذي حصل في مجلس الامن يوم امس، والذي برز فيه انحياز الجانب الأميركي والعزلة التي المت به نتيجة هذا الموقف.