نهاد الطويل - بمشاركة اية ناشف - النجاح الإخباري - خاص: بالأمس حذر رئيس الوزراء الفلسطيني د.رامي الحمدالله من أن الظروف التي تعمل بها حكومته استثنائية وصعبة، كاشفا عن انخفاض نسبة المساعدات الخارجية للسلطة بنسبة 70٪.

تصريحات الحمدالله التي أطلقها خلال الاعلان عن أجندة السياسات الوطنية للأعوام 2017-2022 دفعته لمصارحة الشارع الفلسطيني قائلا: " لن نقايض البرنامج السياسي بأي أموال وسنعيش على العدس والبصل".

ويرى مراقبون أن رسائل وازنة تتضمن خيارات للقيادة  ستكون "خطيرة للغاية"، ما سيجر المنطقة إلى تصعيد خطير.

في سياقٍ متصّل يصف مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعيّة والاقتصاديّة زياد الحموري كلمة رئيس الوزراء بأنّها "ثمينة"،يتوقع ان يتبعها برنامج يضع الشعب بصورة إلى أين نحن ذاهبون وماهي الخطوات التي ستنفّذ بهذا الصدّد، نظراً لوجود قرارات عديدة متعلّقة بالسياسة العامّة، أخذت بمستويات مختلفة من مركزيّة فتح والمجلس الوطني منذ سنوات.

ويوضّح الحموري في حديث لـ"النجاح الإخباري" أنّ خطورة المرحلة التّي أشار إليها د.الحمدلله ، نعيشها كلّ يوم، من خلال التّصريحات الخطيرة للمسؤولين الإسرائيليين فيما يتعلّق بالاستيطان والقدس، إلى السياسيّة الأمريكيّة المنحازة بشكل كامل لإسرائيل.

رسائل للإقليم ..

الحمدالله وجه في الوقت ذاته رسالة للدول التي خفضت مساعداتها للسلطة قائلا: "رسالة بحب توصل للي بحاولوا يضغطه علينا وبقلهم مساعداتهم حتى لو بنجوع وبنعيش عالعدس والبصل لن نتراجع عن قرارنا الوطني وعام 2017 عام التحديات".

ولعل أبرز ما يفهم من تصريحات الحمدالله هو استمرار العجز في الموازنة حيث بلغ العام الماضي مليار و270 مليون دولار تقريباً، وسط اخلال الدول المانحة بتعهداتها وسط الحديث عن فجوة تمويلية معلنة من قبل الحكومة بحدود ما بين 600 - 700 مليون دولار هذا العام.

وعما اذا كنا قادرين على الخروج من دوامة المساعدات الخارجية، رأى نصر عبد الكريم - الخبير الاقتصادي- أن هذا ما يجب التأكيد عليه خلال القمة العربية القادمة في الأردن، وذلك بمطالبة الدول العربية بالعمل على تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني وذلك كبديل  استراتيجي للمساعدات التي تأتي من الاتحاد الاوروبي والتي تكون مرهونة بمواقف سياسية.

وتابع عبد الكريم لـ"النجاح الإخباري": "البديل هو الدعم العربي غير المشروط والذي يتفق وينسجم مع سياستنا الوطنية واعادة النظر في آليات الالتزام والبحث في هذه الاليات".

وتطرق عبد الكريم الى ما سمي سابقا بـ"الصندوق الدوار" والذي كان مقترحا على الساحة العربية وهدفه توفير سيولة كاملة لخزينة السلطة في حال اقدمت "اسرائيل" واطراف دولية بحصارها.

المواطن اولا .. الكرامة ثانيا

وباستعراض سريع لأجندة السياسات الوطنية الوليدة نرى بوضوح انها بمثابة جرأة وطنية متقدمة لحماية المستقبل ، كما إنها تأتي في سياق تطور الفعل السياسي الوطني وتفاعل بإيجابية واعية للواقع.

وهنا نقتبس مجددا من التصريحات الثمينة التي أطلقها رئيس الوزراء الحمدالله: "إطلاق أجندة السياسات الوطنية ما هو إلا بداية الطريق فنحن نعمل على الانتهاء من إعداد الاستراتيجيات القطاعية بما فيها إستراتيجية خاصة بالمناطق ج وأخرى للقدس الشرقية وذلك في إطار عملية التخطيط وإعداد الموازنة العامة".

تقشف واصلاح متوقع

ومن شأن النقاط الذهبية التي تضمنتها الاجندة او ما تعرف بالخطة الخمسية ان تناصر الفقراء وسط الحديث عن اصلاحات واسعة ملتزمة بمبدأ الحوكمة والشفافية وتفتح كل الابواب الموصدة أمام المواطنين.

كما لم تسقط الاجندة الوطنية الانتاج والعمل لبناء اقتصاد منتج مقاوم للتبعية لسوق الاحتلال وجالب لرأس المال والاستثمار الخارجي.

ومن شأن إطلاق الأجندة أيضا أن تستنهض شعبنا في مشروع وطني يعيد ثقافة الانتاج ويحارب ثقافة الاستهلاك، والتفكير خارج الصندوق.

وتراهن الحكومة من خلال هذه السياسات على الشعب الذي أبدع في إيجاد السبل الكفيلة للعيش بكرامة بالرغم من الاحتلال ،فالقيادة بحاجة إلى غطاء سياسي وشعبي لتتمكن من الاضطلاع بهذا الدور كما أن إنهاء الانقسام متطلب أساسي لا يمكن التغافل عنه أبدا، فالطريق لا تزال طويلة.

ولكن طريق الألف ميل كما قيل لا تبدأ إلا بخطوة.

خطوط عريضة ..