النجاح الإخباري - خاص-طوت حركة حماس صفحة انتخاباتها الداخلية في غزة، حيث بات من شبه المؤكد وجود سطوة كبيرة من الجناح العسكري على القرار السياسي للحركة الأمر الذي سيضع حماس أمام تحديات ثقيلة في المنظور القريب.

مخرجات هذه الانتخابات التي جرت بتكتم كبير تمهيدا لقيادة جديدة ستأتي بالخليفة المنتظر لخالد مشعل، اصطدمت بـ"ساحة حماس الضفة" لتثير تساؤلات عديدة على هامش ماراثون حماس الإنتخابي.وفقا للمراقبين، فهل غيبت حركة حماس بشكل متعمد الضفة الغربية، أم أن عدم الإعلان عن إجراء انتخابات في مدن الضفة يخضع لاعتبارات أمنية وفق ما سوقه البعض.

وتشير تقديرات إلى أن حركة حماس لم تغيب يوما قيادتها في الضفة وفي أوج مرحلة الاغتيالات في الضفة الغربية وحتى بعد الانقسام ظل قادة حماس حاضرين في الدفعة وكانت الأسماء معروفة ولم تخش الحركة من البعد الأمني وكانت تُعلن أسماء قادتها، كما أن موضوع الأمن لا يمكن تبريره في الضفة الغربية وحدها دون غزة، فالقطاع أيضا ساحة حرب مفتوحة للاحتلال واغتال فيه من قادة حماس أعدادا تفوق تلك التي حدثت في الضفة، ليبقى السؤال مُشرعا هل تم تغيب "حماس الضفة" اليوم؟.

الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حماس مصطفى الصواف رأى بأن "حماس الضفة ادرى بها ،وهذا يعطيها خصوصية فيما يتعلق بالانتخابات الداخلية للحركة بسبب ما تتعرض له".

وأكد الصواف في تعليق لـ"النجاح الإخباري" أن " تهمة تهميش حماس الضفة" غير صحيحة وأن هذا يأتي في سياق المناكفات السياسية "والتنغيص" على انجاز الحركة لملف الانتخابات الداخلية بهدوء كبير. تابع الصواف.

الصواف الذي لم يؤكد او ينفي تنظيم انتخابات الحركة في الضفة.. اضاف:" باعتقادي جرت او ستجري بطريقة سرية وسيكون للضفة من يمثلها في حماس".

وردا على سؤال يتعلق بوجهة مشعل القادمة أكد الصواف على أن مشعل لن يغيب وسيتحمل في الوقت ذاته ملفات وازنة على صعيد القضية الفلسطينية.

وفي هذا الصدد رفض القيادي في حركة حماس ياسر منصور التعليق لـ"النجاح الإخباري" على موضوع انتخابات الحركة، خاصة فيما يتعلق بساحة حماس في الضفة، وذلك لأسباب لم يفصح عنها.

وأعلنت حركة حماس بشكل رسمي أنها أنهت المرحلة الأولى للانتخابات الداخلية التي عقدت في سجون الاحتلال، في وقت تضرب فيه الحركة أجواء من السرية الكاملة لأسباب وصفها المراقبون بـ"الأمنية" وذلك لتجنب التأثير الخارجي من قبل من تصفهم الحركة بـ"المتربصين" بها والساعين لاختراق مؤسساتها بالضفة الغربية.

وتجرى الانتخابات حسب آلية داخلية تحددها لجنة خاصة للحركة، الانتخابات تجرى في 4 دوائر: السجون الإسرائيلية، قطاع غزة، الضفة الغربية والشتات الفلسطيني. هذه المناطق الجغرافية تنقسم لأقسام فرعية، من يحظى بأغلب الأصوات في منطقة فرعية يصبح عضو الهيئة الإدارية الذي يختاره مجلس الشورى للحركة.بينما تشترط اللوائح الداخلية للحركة، أن يكون المرشح من الحرس القديم.

المحلل السياسي واستاذ الاعلام د.احمد رفيق عوض أكد أن صوت "حماس الضفة غير مرئي" وذلك يرجع الى حذر الحركة الى جانب وجود كوادرها وقياداتها من الصف الأول في سجون الاحتلال.

وتوقع عوض لـ"النجاح الإخباري" ان تتضح الأمور أكثر في جانب الضفة التي تعتبرا ثقلا موازيا لحماس في قطاع غزة وذلك  بعد انتهاء عملية الانتخابات الداخلية التي بدأت قبل شهرين تقريبا حيث يتوقع ان تنشر الحركة نتائجها الرسمية للعلن.

ويرى المحلل والباحث علاء الريماوي ان الحديث عن حماس، يعتبر ملغوما، كون المعطيات وشكل الحراك فيها، ليس بالعلني.

وكشف الريماوي في تعليق له عن ما وصفه بالتخوف داخل قيادة الحركة المتفاعلة مع الانتخابات، من حيث تقسيمة البنية داخل الحركة والتي تفرض عملا مؤسسيا، قوامه توزيع مجلس شورى الحركة والذي يضم في بنيته (15 من الضفة الغربية، 15 من غزة، و15الخارج).

ومنذ تأسيس حركة حماس في 14 ديسمبر 1987، أجرت 10 عمليات انتخابات داخلية، في البداية أجريت انتخابات لمؤسسات الحركة كل 3 سنوات، وبعد ذلك تغير الأمر لإجراء انتخابات كل 4 سنوات، بمشاركة قياديين من الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج، إضافة لعناصرها في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

فيما يتوقع الشارع الفلسطيني أن يعمل بشكل جاد على إنهاء الانقسام بين قطاع غزة والضفة، وتحقيق مصالحة وطنية ورفع الحصار عن القطاع.

ويرى مراقبون أن نتائج الانتخابات الداخلية لحركة حماس، أظهرت سيطرة كبيرة من الجناح العسكري لحماس المؤيد لإعادة العلاقات مع إيران الداعم الكبير للحركة وذلك على حساب المستويات السياسية، الأمر الذي سيضع تحديات مستقبلية مختلفة أمام القيادة الجديدة.