النجاح الإخباري - اغتيال الناشط والمعلم عودة الهذالين.. أحد المشاركين في إنتاج فيلم «لا أرض أخرى» الحائز على الأوسكار
استُشهد الناشط الفلسطيني والمعلم عودة الهذالين، مساء الثلاثاء، متأثرًا بإصابته برصاص مستوطن إسرائيلي في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، بالضفة الغربية المحتلة، أثناء تصديه لمحاولة تجريف أراضٍ فلسطينية بهدف توسيع مستوطنة "كرميئيل".
ووفقًا لشهادات جمعتها وسائل إعلام فلسطينية، فإن الهذالين (31 عامًا) قُتل برصاصة مباشرة في الرأس أطلقها مستوطن يُدعى "ينون ليفي"، بينما كان يحاول الاعتراض على جرافة ترافق مستوطنين خلال اقتحامهم أراضي قرية أم الخير.
وأفادت مصادر محلية أن المستوطن المذكور معروف بسجلّه الحافل في تنفيذ اعتداءات ضد الفلسطينيين، وقد سبق أن فُرضت عليه عقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، دون أن تحول تلك العقوبات دون مواصلته ارتكاب الانتهاكات تحت حماية قوات الاحتلال.
من جهته، زعم جيش الاحتلال أن "مدنيًا إسرائيليًا مسلحًا أطلق النار بعدما تعرض مستوطنون لإلقاء الحجارة قرب مستوطنة الكرمل"، مضيفًا أن الحادث قيد التحقيق من قبل الشرطة. ولم يُحتجز القاتل لأكثر من ساعات قليلة قبل أن تفرج عنه محكمة إسرائيلية مساء الثلاثاء.
من هو عودة الهذالين؟
عودة الهذالين هو أحد أبناء قرية أم الخير في مسافر يطا، وأب لثلاثة أطفال، أكبرهم لا يتجاوز السادسة من العمر. كان يعمل معلمًا للغة الإنجليزية في مدرسة الصرايعة الثانوية، وعُرف بنشاطه الحقوقي والمجتمعي في مواجهة الاستيطان، وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية.
على مدى أكثر من عشر سنوات، شارك الهذالين في المبادرات الشعبية والمقاومة المدنية، وكان وجهًا مألوفًا في الوقفات الاحتجاجية، وعُرف بإسهاماته في التوعية المجتمعية والتعليمية في المناطق المهددة بالمصادرة.
شريك في فيلم حاز على الأوسكار
الهذالين كان أحد المستشارين المشاركين في إنتاج الفيلم الوثائقي «لا أرض أخرى»، الذي نال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي هذا العام. يتناول الفيلم النكبة الفلسطينية الممتدة وآثار الاحتلال، وقد أثار فوزه انتقادات شديدة من حكومة الاحتلال التي وصفته بأنه "تسييس للسينما".
وداع وطني وتربوي
نعت مديرية التربية والتعليم في يطا المعلم الشهيد، مشيرة إلى أنه كان مثالًا في الإخلاص والمسؤولية، وقالت في بيانها:
"الأسرة التربوية فقدت قامة وطنية نبيلة، عُرف بإخلاصه في أداء رسالته، ووقوفه في صفوف المدافعين عن الحق والكرامة. لم يكن مجرد معلم، بل نموذجًا يُحتذى به في الوطنية والالتزام الأخلاقي".
استشهاد عودة الهذالين يُضاف إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تطال النشطاء الفلسطينيين والمدنيين في الضفة الغربية، في ظل تفشي ظاهرة تسليح المستوطنين وتوفير الحماية لهم من قبل جيش الاحتلال.