النجاح الإخباري - وثّق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان شهادات صادمة لأطفال فلسطينيين أفرج عنهم الاحتلال الإسرائيلي بعد اعتقالهم لأسابيع على خلفية محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية من مركز توزيع جنوب رفح، أقامه الاحتلال بالتعاون مع مؤسسات أمنية أميركية.
الشهادات تكشف عن تعذيب جسدي ونفسي وسوء معاملة لهؤلاء الأطفال، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات حماية الطفل، وسط كارثة إنسانية خانقة يعيشها سكان غزة بفعل الحصار وسياسة التجويع الممنهجة، حيث أصبحت مراكز المساعدات مصائد موت، أسفرت عن مقتل وجرح الآلاف.
في 24 تموز/يوليو 2025، وصل 10 أطفال إلى مجمع ناصر الطبي في خانيونس، في حالة صحية ونفسية متدهورة بعد الإفراج عنهم في معبر كرم أبو سالم. جميعهم اعتقلوا في محيط مراكز المساعدات برفح، وتعرضوا خلال احتجازهم للضرب والتنكيل.
هؤلاء الأطفال هم:
-
عماد مصطفى أبو طعيمة (16 عامًا)
-
محمود عصام أبو حدايد (17 عامًا)
-
مؤمن هاني أبو هجرس (17 عامًا)
-
هلال إبراهيم البشيتي (17 عامًا)
-
عمر نزار عصفور (16 عامًا)
-
فارس سليمان أبو جزر (15 عامًا)
-
كرم حمدي حسين (16 عامًا)
-
قصي كايد الظاظا (16 عامًا)
-
أحمد محمد الحلو (17 عامًا)
-
معاذ السيد سالم (15 عامًا)
جاءت هذه الاعتقالات بعد محاولاتهم الوصول إلى مركز المساعدات في رفح أواخر حزيران/يونيو، وسط خطر القتل أو الإصابة أو الاعتقال، وقد وثق المركز مقتل 4 مدنيين في ذلك اليوم، أحدهم طفل، وإصابة العشرات برصاص الاحتلال.
اقتباسات من شهادات الأطفال:
"استمرار هذا الحال القاسي دفعني إلى اتخاذ قرار شجاع بالتوجه إلى مراكز توزيع المساعدات... كنت أضطر إلى الركض لمسافة تزيد عن ثلاث كيلومترات... ورأيت مشاهد مؤلمة لسقوط عدد من الشهداء والجرحى."
"تفاجأنا بجنود الاحتلال يحاصروننا... أمرونا بخلع ملابسنا والجلوس أرضاً... قيدونا ونقلونا جنوباً إلى منطقة البركسات، حيث أجلسونا على أرضية مليئة بالحجارة والشوك."
"أجبرونا على وضع رؤوسنا بين أرجلنا... دخل ضابط للتحقيق معنا... أخذوا 10 منّا إلى جهة مجهولة، ونحن نُقلنا إلى معبر كرم أبو سالم، وهناك أجبرونا على خلع الملابس وأعطونا أفرهولات بيضاء."
"في سجن سديه تيمان تعرضنا للضرب بالأيدي وبمؤخرات البنادق... في غرفة التحقيق استخدموا الهراوة وصفعوني، وهددوني باعتقال والدتي واغتصابها أمامي."
"في ‘الديسكو‘ شغّلوا موسيقى صاخبة، تعرضت لضرب مبرح، وطلبت طبيبًا دون استجابة... فقدت السمع في أذني اليسرى بعد نوبة تشنج شديدة."
"في إحدى المرات، ربطني جندي من الرقبة والقدمين وأخبرني أنه سيلقيني من الطابق الخامس... وبعد ذلك سحبني للأعلى قائلاً: ‘حقتلك’."
"وُضعنا في أقفاص حديدية، الطعام سيئ جدًا، ولا يسمح لنا باستخدام الحمام سوى لثوان معدودة... في غرف باطون صغيرة تعرضنا للقمع المتكرر ليلاً بالعصي والصعق الكهربائي."
"التحقيق شمل أسئلة عن المقاومة، والأنفاق، والمنازل... تعرضت للضرب أثناء التحقيق رغم أني لا أعرف شيئًا... في غرفة ‘الديسكو’ بقيت 7 أيام معصوب العينين ومقيداً."
المركز أوضح أن هذه الانتهاكات تمثل نمطًا متكررًا يتعرض له المدنيون المجوّعون عند اقترابهم من مراكز المساعدات، حيث يتم استهدافهم بالرصاص أو الاعتقال أو الإذلال، مشيرًا إلى مقتل 1121 فلسطينيا (14% منهم أطفال) منذ مايو 2025 في هذه المناطق، وإصابة 7485 آخرين.
وأكد أن "مراكز المساعدات تحولت إلى مصائد موت تخدم مشروع الاحتلال السياسي والعسكري"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "التدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات والإفراج عن جميع الأطفال المعتقلين"، والضغط على إسرائيل للامتثال لأوامر محكمة العدل الدولية بتسهيل المساعدات دون قيود.