النجاح الإخباري - تكشف تسريبات صحفية وتصريحات رسمية إسرائيلية أن المقترح المطروح حاليًا لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس يحقق ما نسبته 80% _90 من مطالب اسرائيل، ما يشير إلى اقتراب الطرفين من التوصل إلى اتفاق نهائي بعد أشهر من الجمود والتصعيد العسكري في قطاع غزة.
بنود الصفقة المقترحة
وفقًا لتقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية، أبرزها موقع أكسيوس ووسائل إعلام عبرية مثل هآرتس، فإن المقترح الذي تم نقله إلى الأطراف عبر وسطاء - أبرزهم قطر ومصر - ينص على تنفيذ صفقة تبادل على مراحل، تبدأ بإفراج حركة حماس عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء وتسليم 18 جثمانًا، مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار يمتد لستين يومًا. و تتوافق هذه البنود مع ما اعتبرته الحكومة الإسرائيلية "مكاسب جوهرية"، حيث تضمن عودة أكبر عدد ممكن من الأسرى دون تقديم تنازلات سياسية كبيرة في هذه المرحلة.
الى ذلك نقلت قناة i24NEWS العبرية عن مسؤول رفيع المستوى قوله:
"يمكن التوصل إلى اتفاق خلال 24 ساعة. الخلافات ضئيلة جدًا ولا تمس جوهر المطالب الإسرائيلية".
وبحسب ما أوردته شبكة CNN بالعربية، فإن إسرائيل تعتبر أن المرحلة الأولى من الاتفاق تلبي الجزء الأكبر من شروطها، لا سيما فيما يتعلق بإعادة الأسرى وعدم السماح لحماس بإعادة التسلح خلال فترة الهدنة.
في هذا السياق، عقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) اجتماعًا مساء السبت الماضي (5 يوليو) لمناقشة الرد الذي قدمته حركة حماس على المقترح الجديد. وأشارت تقارير إلى أن إسرائيل تستعد لإيفاد وفد تفاوضي إلى الدوحة أو القاهرة لإجراء جولة حاسمة من المفاوضات. يأتي ذلك بالتزامن مع ضغوط أمريكية وقطرية مكثفة لدفع الأطراف نحو اتفاق مع زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن، والتي قد تُستثمر سياسيًا في حال الإعلان عن صفقة ناجحة.
و رغم التقدم الملحوظ، تبقى بعض القضايا الشائكة مؤجلة إلى ما بعد تنفيذ المرحلة الأولى، أبرزها:
- نزع سلاح حركة حماس أو تحجيم قدرتها العسكرية.
- إعادة إعمار غزة تحت إشراف دولي أو بموافقة إسرائيلية مشروطة.
- ترتيبات ما بعد الهدنة، خصوصًا ما يتعلق بحكم القطاع ومستقبل المقاومة الفلسطينية فيه.
و بناءً على المعطيات الحالية، تقترب الأطراف أكثر من أي وقت مضى من إبرام اتفاق مرحلي. ويؤكد مراقبون أن تل أبيب استطاعت عبر المفاوضات الجارية فرض معظم شروطها، مع ترحيل القضايا المعقدة إلى مراحل لاحقة، في انعكاس لاستراتيجية إسرائيلية تقوم على التدرج دون تقديم تنازلات جوهرية في ملف غزة.