النجاح الإخباري - واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، اقتحاماتها للمدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، ما أسفر عن وقوع إصابات واختناقات في صفوف المواطنين، إلى جانب استمرار مخططات تهجير اللاجئين من مخيم طولكرم.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم، وأطلقت وابلاً من قنابل الغاز السام تجاه منازل المواطنين، ما أدى إلى إصابة عدد من السكان بحالات اختناق، بينهم أطفال ونساء.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني تعامله مع تسع إصابات بالاختناق جراء استنشاق الغاز في البلدة، موضحًا أن طواقمه قدمت الإسعافات الميدانية للمصابين، وتم نقل امرأة حامل إلى المستشفى لاستكمال العلاج.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز باتجاه منازل المواطنين، ما أثار حالة من الذعر بين الأهالي، خاصة في ظل التواجد الكثيف للقوات العسكرية داخل البلدة.
في مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية، يستمر الاحتلال في تنفيذ مخططاته الرامية لتفريغ المخيم من سكانه، تحت غطاء ما يسمى بالمشاريع الهندسية. وأكدت مصادر محلية أن العشرات من العائلات الفلسطينية اضطرت لإخلاء منازلها المهددة بالهدم، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة تعيق عمليات الإخلاء.
وبحسب المعطيات، استمرّت عمليات الإخلاء لنحو أربع ساعات، وسط عراقيل فرضتها قوات الاحتلال، ما حال دون تمكن الكثير من الأهالي من إخراج ممتلكاتهم. وتمكن نحو 54 عائلة فقط، من أصل 104 عائلات، من الوصول إلى منازلهم لإخلاء جزء من محتوياتها، تمهيدًا لهدمها ضمن مخطط توسعة الطرق داخل المخيم.
ويركّز الاحتلال في مخططه الأخير على شقّ ستة طرق جديدة في المخيم، تتركز غالبيتها في الأطراف الجنوبية، تحديدًا في حارتي المربعة وأبو الفول، في خطوة اعتبرها ناشطون ومسؤولون محاولة ممنهجة لتفريغ المخيم من سكانه.
وقال رئيس لجنة خدمات مخيم طولكرم، فيصل سلامة، إن الاحتلال دمّر بالفعل المئات من المنازل السكنية وفتح شوارع واسعة يتراوح عرضها بين 30 إلى 50 مترًا، مضيفًا أن ما يجري لا يمكن وصفه بعقاب جماعي فحسب، بل هو مخطط واضح لتفريغ المخيم من اللاجئين الفلسطينيين.
ومنذ بداية العملية العسكرية في مخيم طولكرم، هدمت سلطات الاحتلال نحو ألف بناية سكنية، ما أدى إلى تهجير أكثر من خمسة آلاف فلسطيني أصبحوا بلا مأوى، وسط غياب أي أفق سياسي أو إنساني لحل معاناتهم المتفاقمة.
ويرى مراقبون أن المخطط الإسرائيلي الأخير في المخيم قد لا يكون الأخير، في ظل تصاعد المخططات الرامية لإحداث تغييرات جذرية وغير مسبوقة في مخيمات شمال الضفة الغربية، وهو ما ينذر بمضاعفة معاناة النازحين الفلسطينيين، ويفتح الباب أمام موجة تهجير جديدة في المنطقة.