النجاح الإخباري - يتواصل العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية، ضمن عملية عسكرية مستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر، تتخللها اقتحامات يومية وعمليات اعتقال وهدم وتخريب ممنهج، لا سيما في شمال الضفة.
هدم واسع في مخيم جنين
في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، شرعت جرافات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، بعمليات هدم واسعة بالتزامن مع دخول العدوان يومه الـ148.
وأفاد مراسل الغد بأن جيش الاحتلال بدأ تنفيذ مخطط هندسي يهدف لهدم نحو 100 بناية سكنية داخل المخيم، ما سيؤدي إلى تغيير غير مسبوق في معمارية المخيم وواقعه السكاني، بذريعة "ضرورات أمنية وعسكرية".
كما ينفذ جيش الاحتلال ثلاثة مخططات هندسية في شمال الضفة، لهدم ما يقارب 200 بناية في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، ضمن سياسة واضحة لتفريغ المخيمات من بنيتها العمرانية والسكّانية.
صواريخ اعتراضية وطوق أمني في ترسلة
وفي تطور لافت، نصبت قوات الاحتلال منظومة صواريخ اعتراضية في موقع ترسلة جنوب جنين، وسط تعزيزات عسكرية واسعة واقتحام بلدة جبع المجاورة.
وأفاد المراسل بأن المنطقة تشهد طوقًا أمنيًا مشددًا، مع تحويل عدد من المنازل إلى ثكنات عسكرية، وإجبار العائلات على مغادرتها.
وكانت مستوطنة إسرائيلية قد أُقيمت في موقع ترسلة سابقًا قبل إخلائها عام 2005، إلا أن وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، صادق مؤخرًا على عودة المستوطنين إليها.
اقتحامات في نابلس
وفي مدينة نابلس، اقتحم جيش الاحتلال عدة أحياء، وقرية تل جنوب غرب المدينة، حيث دنّس مسجدًا وأجبر المصلين على الخروج منه قبل تفتيشه واعتقال أحد الشبان.
كما واصل الاحتلال عدوانه على مخيم عسكر الجديد شرق المدينة، حيث داهمت قواته عشرات المنازل، وفرضت حظر تجوّل شامل، واحتجزت عشرات الفلسطينيين داخل منازلهم، محوّلة إياها إلى نقاط عسكرية مغلقة.
مداهمة منزل الأسير عز الدين المسالمة
وفي بلدة بيت عوا جنوب غربي الخليل، حاصرت قوات الاحتلال منزل الأسير عز الدين المسالمة، منفّذ عملية النفق بين بيت لحم والقدس المحتلة في ديسمبر 2024، والتي أسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة ثلاثة آخرين.
وكان الاحتلال قد اعتقل المسالمة بعد مطاردة واسعة تخلّلها فرض حصار على مدينة بيت لحم.
موجة اعتقالات جديدة
بالتزامن مع الاقتحامات، تستمر حملات الاعتقال في الضفة الغربية. وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، بأن الاحتلال اعتقل منذ مساء أمس نحو 30 فلسطينيًا، بينهم أطفال وأسرى محررون.
وأشارت الهيئة إلى تصاعد نسبي في حجم الاعتقالات والتحقيقات الميدانية، خاصة بعد تفجّر المواجهة بين إيران وإسرائيل، مضيفة أن العديد من المعتقلين تم احتجازهم بزعم حيازة محتوى مصوّر على هواتفهم، أو منشورات يُصنّفها الاحتلال في إطار "التحريض عبر مواقع التواصل".
وتتزامن هذه الإجراءات مع استمرار عدوان الاحتلال على قطاع غزة، والذي دخل شهره التاسع، وسط تصعيد شامل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.