النجاح الإخباري - أصدر مركز العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) نتائج أحدث استطلاعاته للرأي العام في قطاع غزة، والتي أجريت خلال الفترة من 12 إلى 14 أيار 2025، مسلطةً الضوء على عمق الكارثة الإنسانية التي يمر بها القطاع في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتصاعد حالة الحصار وانعدام المقومات الأساسية للحياة.
وًأُجري الاستطلاع في واحدة من أكثر اللحظات حرجًا في تاريخ قطاع غزة الحديث، وجاء ليعبّر عن أصوات الفلسطينيين الذين ما زالوا يواجهون الجوع والنزوح، ويكافحون من أجل البقاء وسط الدمار والانهيار المتواصل في كافة مناحي الحياة.
أرقام صادمة ومعاناة شاملة
وبيّنت نتائج الاستطلاع أن 98% من سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة وانعدام الأمن الغذائي، فيما يعاني 94% من السكان من القلق والكوابيس الناتجة عن الأوضاع الأمنية المتدهورة، كما يشعر 77% بالحزن لفقدان أحد أفراد العائلة خلال العدوان.
وتُظهر الأرقام أن 70% من سكان القطاع ما زالوا نازحين، فيما تعرضت 90% من منازل غزة للتدمير الكلي أو الجزئي، ما دفع آلاف العائلات للعيش في خيام أو مبانٍ غير صالحة للسكن. وتُعد الأزمة السكنية أحد أبرز التحديات اليومية التي تواجه الغزيين، حيث أفاد 82% بأن ظروف سكنهم غير ملائمة.
إصرار على البقاء والعودة
ورغم التهجير والدمار، أكد الاستطلاع أن 75% من النازحين ينوون العودة إلى منازلهم فور انتهاء العدوان، كما أبدى 82% من اللاجئين في غزة رغبتهم في العودة إلى بلداتهم الأصلية في أراضي 1948 إذا أُتيحت الظروف. في المقابل، أشار 26% فقط إلى رغبتهم بالهجرة، بينما يرى 62% أن البقاء في غزة هو الخيار الأكثر واقعية في الظروف الراهنة.
أما على الصعيد النفسي، فقد عبّر 94% من المشاركين عن معاناتهم من القلق والكوابيس اليومية، بسبب أصوات القصف وفقدان الأحبة. وأفاد 77% بأن أحد أفراد أسرتهم قد فقد حياته خلال الحرب. كما أن 52% يعانون من صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، بسبب استهداف المستشفيات أو توقفها عن العمل
دور الجهات الفاعلة وثقة الجمهور
وأظهرت النتائج أن 60% من سكان غزة يثقون بمؤسسات الأمم المتحدة كجهة مفضلة لإدارة المساعدات الإنسانية، مقابل 22% يفضلون السلطة الوطنية الفلسطينية، في حين لم تتجاوز ثقة السكان بالولايات المتحدة أو إسرائيل أو بعض الدول العربية نسبة 5%.
أما بشأن إدارة الحكم في غزة، فقد عبّر 67% عن تفضيلهم لإدارة فلسطينية خالصة، مقابل أقلية تفضّل ترتيبات دولية أو عربية.
مواقف سياسية واستحقاقات انتخابية
وكشف الاستطلاع عن انقسام في الموقف من تعيين السيد حسين الشيخ نائبًا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث أيّد القرار 46% من المستطلعين، وعارضه 40%. كما أبدى المشاركون تباينًا في تقديرهم لتأثير هذا التعيين على القضايا الوطنية وبناء مؤسسات السلطة.
وفي حال إجراء انتخابات رئاسية، أشارت النتائج إلى أن محمد دحلان يحظى بأعلى نسبة دعم (38%)، يليه مروان البرغوثي (21%)، ثم حسين الشيخ (14%)، فيما حصل مرشحو الفصائل الى على نسب متدنية لم تتجاوز 6%.
ترمب في واجهة المشهد
وفي سؤال حول الموقف من الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترمب، اعتقد 85% من المشاركين أن لديه القدرة على إنهاء الحرب في غزة، وأبدى 58% قناعة بأنه قد يسعى فعليًا لذلك، خاصة بعد أن ساهمت وساطته الأخيرة في الإفراج عن الأسير الإسرائيلي عيدان ألكسندر، وهي الخطوة التي حظيت بدعم 75% من المشاركين في الاستطلاع