النجاح الإخباري - قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن الاحتلال دمّر 60 قرية فلسطينية بالضفة الغربية منذ بدء الحرب على غزة.
أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قرية جنبا بمسافر يطا، في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية، تُجسّد نموذجًا حيًّا لسياسة تطهير عرقي منظمة تُنفّذ بخطى متسارعة منذ عقود.
ولفت دلياني إلى أن هذه السياسة تُعد «جزءًا من استراتيجية استعمارية تهدف إلى اقتلاع أصحاب الأرض، وإعادة هندسة المشهدين الديموغرافي والجغرافي بما يخدم المشروع الاستيطاني الرامي إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال، بعد تفريغها من أهلها».
60 قرية فلسطينية
قال دلياني «منذ أن بدأت دولة الاحتلال حملتها الإباديّة في قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تم محو أكثر من 60 قرية فلسطينية في مناطق ج عن خارطة الضفة المحتلة».
واعتبر أن قرية جنبا تشكل نموذجًا صارخًا للاستراتيجية الإسرائيلية، بعد تنفيذ ميليشيات استيطانية هجمات صباحية متكررة ضد الأهالي، ثم مداهمات ليلية منسّقة تنفذها قوات الاحتلال بالزي العسكري.
واستهدفت تلك العمليات »منازل أهل القرية ومدرستهم وعيادتهم الصحية، وتم تدميرها جميعاً بشكل متعمّد».
وكشف دلياني عن أن في كثير من الحالات، يعود المستوطنون أنفسهم الذين ظهروا بلباس مدني صباحًا، وهم يرتدون زيّ الجيش ليلًا، لينفذوا هجمات مدعومة من المؤسسة العسكرية، «في تكامل خطير بين الإرهاب الاستيطاني والقوة الاحتلالية النظامية».
تفكيك الحياة اليومية
وأضاف القيادي الفلسطيني «قبل أسبوعين فقط، وقعت عملية مشتركة ضد أهالي قرية جنبا نفذها المستوطنون الإرهابيون بالتعاون الكامل مع جيش الاحتلال، حيث تم اعتقال 22 رجلًا فلسطينيًا، وخُطِف سبعة منهم. وأُجبرت النساء على مغادرة منازلهن تحت تهديد السلاح، وتم إتلاف مخزون المواد الغذائية ومصادر المياه، وتحطيم الأثاث، وتخريب المستلزمات المدرسية، وتفكيك كاميرات المراقبة».
وأكد أن «حجم الدمار وطبيعته يعكسان سياسة مقصودة تهدف إلى تفكيك الحياة اليومية الفلسطينية وجعل استمرار العيش في تلك القرى مستحيلًا».
واختتم دلياني مؤكداً أن «ما جرى في قرية جنبا، وعشرات القرى والتجمعات خاصة في مسافر يطا والأغوار، يندرج ضمن إطار استراتيجي طويل الأمد، يهدف إلى ترسيخ السيطرة الاستعمارية العسكرية الإسرائيلية، من خلال تفريغ الأرض من سكانها الأصليين، وتفكيك بُنى المجتمع الفلسطيني في المناطق المصنفة (ج)، كخطوة أساسية نحو تنفيذ المخطط غير الشرعي بضم أجزاء من الضفة الفلسطينية إلى دولة الاحتلال».
ويشتد عنف المستوطنين في الضفة الغربية، وهو ما يشمل عمليات توغل في الأراضي المحتلة وهجمات على القرى والمخيمات، منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفرضت دول أوروبية والإدارة الأميركية السابقة برئاسة جو بايدن عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين الذين ينتهجون العنف، إلا أن البيت الأبيض في عهد دونالد ترمب رفع هذه العقوبات.
وبدأ الجيش الإسرائيلي في الأشهر القليلة الماضية ما سماها «عملية عسكرية واسعة النطاق» في الضفة الغربية.