النجاح الإخباري - أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين لوفيت مساء اليوم التقارير التي أفادت بأن الولايات المتحدة تجري مفاوضات مباشرة مع حركة حماس بشأن الإفراج عن مواطنين أمريكيين أسرى لدى الحركة وحتى وقف إطلاق النار في غزة.
ورد مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي قائلاً: "في المفاوضات مع الولايات المتحدة، عبرت إسرائيل عن موقفها بشأن إجراء محادثات مباشرة مع حماس".
وخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، قالت لوفيت عند سؤالها عن الموضوع: "بالنسبة للمفاوضات التي تسأل عنها، للمبعوث الخاص الذي يشارك في هذه المفاوضات، هناك تفويض للحديث مع أي طرف".
وأضافت أيضًا أنه "تم التشاور مع إسرائيل بشأن هذه المفاوضات"، مشيرة إلى أن "الحوار والمفاوضات مع الأشخاص حول العالم من أجل القيام بما هو في مصلحة الشعب الأمريكي هو شيء يؤمن به الرئيس، وهو جهد جيد للقيام بكل ما هو صواب لمصلحة الشعب الأمريكي".
كما تم سؤال لوفيت عن نطاق المفاوضات، وهل هي تقتصر على الإفراج عن المواطنين الأمريكيين الأسرى فقط أم تتعلق أيضًا بخطط الرئيس بشأن غزة، فأكدت أن المحادثات مع حماس لا تزال مستمرة. وقالت: "هذه محادثات لا تزال جارية، وحياة الأمريكيين في خطر". وأوضحت قائلة: "أحيلك إلى وزارة الخارجية، أنا لن أدخل في تفاصيل هذا الموضوع هنا".
وفي وقت سابق اليوم، أفاد الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد استنادًا إلى مصدرين مطلعين على القضية أن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لشؤون الأسرى آدم بوهلر التقى بممثلين عن حركة حماس في قطر في محاولة لإطلاق سراح مواطنين أمريكيين مختطفين.
كما أُفيد بأن الأطراف ناقشت أيضًا إمكانية صفقة أوسع لوقف الحرب في غزة.
يُعتبر هذا التحرك غير مسبوق من قبل الإدارة الأمريكية التي صنفت حركة حماس كمنظمة إرهابية منذ عام 1997. وقال مصدر إسرائيلي تحدث إلى صحيفة "إسرائيل اليوم" عن هذه الخطوة: "إنها خطوة مثيرة للقلق، وبالكاد يمكن وصفها بأنها خطوة مشكلة".
وقد صرح مصدر إسرائيلي مطلع أن الاتصالات بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و"حماس" مقلقة للغاية، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت على علم بالخطوة الأمريكية.
وقال المصدر الذي وصفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" بالمطلع، إن إسرائيل أُبلغت بهذه الاتصالات التي أجراها مبعوث ترامب لشؤون الأسرى، آدم بويلر، مضيفا أن "هذا الأمر من وجهة نظر إسرائيل أمر مقلق للغاية".
وأضاف المصدر أنه "أجرى محادثات عدة مع كبار مسؤولي حماس في قطر، والهدف الرسمي هو إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الأمريكيين، أحياء وأمواتا - وأيضا نقل رسالة إلى حماس مفادها أنه إذا أظهرت حسن نية وأطلقت سراح الرهائن، فسيكون من الممكن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة".
وبحسب المصدر فإن "الأمريكيين وضعوا إطلاق سراح عيدان ألكسندر، وهو مواطن أمريكي، على رأس أولوياتهم، وهناك أربعة مواطنين أمريكيين آخرين يعتبرون في عداد الموتى".
وأضاف المصدر المطلع: "الاتصالات التي أجراها بويلر لم تسفر عن أي اختراق. منذ البداية، لم تكن إسرائيل متحمسة لهذه القناة، وكانت تشك في أنها ستؤدي إلى نتائج".
وقال القنصل العام الإسرائيلي في نيويورك أوفير أكونيس، لشبكة "فوكس بيزنس" في إشارة إلى التقرير إن "إدارة الرئيس ترامب غيرت موقفها تجاه حماس بشكل جذري. فبدلا من الضغط على إسرائيل، فإنهم يضعون حماس تحت الضغط. سنكون جميعا سعداء برؤية المختطفين يعودون ويلتقون بأسرهم في منازلهم ووطنهم. وإذا حدث هذا نتيجة للمحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس، فسنكون سعداء".
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن "القانون الأمريكي يحظر التفاوض مع منظمة إرهابية، ويتم تعريف حماس على هذا النحو في الولايات المتحدة - ولكن هناك تحذير بشأن هذا، حيث أن مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الأسرى مخول بالتفاوض من أجل إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين".
ولفتت إلى أنه "على خلفية الطريق المسدود الذي وصلت إليه المحادثات، قرر البيت الأبيض أن يحاول التحدث مباشرة مع قيادة حماس وليس من خلال الوسطاء. وهذا يفسر حقيقة أن المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لم يصل بعد إلى المنطقة: يبدو أن الولايات المتحدة تريد استنفاد خيار بويلر أولا".
هذا وأفادت وكالة "أكسيوس" الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تجري مفاوضات مباشرة غير علنية مع حركة "حماس" حول إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين والتوصل إلى اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار.
وتوجه جهود الإدارة الأمريكية نحو إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في قطاع غزة وتحقيق هدنة طويلة الأمد بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل. ومع ذلك، لم تصل الولايات المتحدة وحركة حماس إلى أي اتفاق حتى الآن.