ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - مع إعلان إسرائيل نيتها مهاجمة مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ترى صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن توغل عسكري إسرائيلي كبير هو أيضًا مقامرة استراتيجية، خاصة إذا أدى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين إلى تآكل مكانة إسرائيل الدولية وإضعاف العلاقات مع الولايات المتحدة.

وتضيف في تحليل لها: "ان محاولة تقليل عدد الضحايا المدنيين يمكن أن تجعل ساحة المعركة أكثر خطورة بالنسبة للقوات الإسرائيلية، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الضحايا". 

ونقلت عن برادلي بومان، مدير مركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات قوله إنه إذا فشلت إسرائيل في إبعاد المدنيين عن طريق الأذى، "أعتقد حقًا أن هذا قد يكون كارثة استراتيجية كبرى لإسرائيل ويخلق أحد الضغوطات الرئيسية على العلاقات الثنائية (مع الولايات المتحدة) التي شهدناها منذ سنوات". 

ويهدد التوغل بحسب -وول ستريت جورنال- بمزيد من التوتر في العلاقات مع واشنطن بعد أن ساعدت جولة التوترات الأخيرة بين إسرائيل وإيران في جذب الولايات المتحدة وحلفاء آخرين إلى الجانب مرة أخرى. 

وقادت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً للدفاع عن إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر عندما شنت إيران أول ضربة مباشرة لها على الإطلاق داخل الأراضي الإسرائيلية، مما أحبط إلى حد كبير هجوماً هدد بتصعيد القتال في المنطقة . 

قال مسؤول أمني إسرائيلي إن الولايات المتحدة وإسرائيل تجتمعان بشكل دوري لبحث خطط إسرائيل لإجلاء المدنيين قبل التوغل العسكري في رفح، بالإضافة إلى خطط العمليات. 

وفي الأسبوع الماضي، التقى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان افتراضيًا مع نظيره الإسرائيلي ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، أحد المقربين من نتنياهو.

وقال البيت الأبيض بعد الاجتماع: “اتفق الجانبان على الهدف المشترك المتمثل في رؤية هزيمة حماس في رفح”. 

وجاء في البيان أن "المشاركين الأميركيين أعربوا عن مخاوفهم بشأن مسارات العمل المختلفة في رفح، واتفق المشاركون الإسرائيليون على أخذ هذه المخاوف في الاعتبار وإجراء مزيد من المناقشات بين الخبراء".

وقد حثت الولايات المتحدة إسرائيل على تحقيق أهدافها في رفح من خلال توجيه ضربات دقيقة وغارات مستهدفة، على أمل تجنب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين والدمار واسع النطاق في بقية قطاع غزة

ويقول الخبراء إن إسرائيل لن تكون قادرة على تدمير كتائب حماس الأربع المتبقية دون غزو رفح، لكن الهدف الاستراتيجي الأهم على المدى الطويل قد يكون السيطرة على ممر فيلادلفيا، وهو الشريط الضيق الذي يبلغ طوله ثمانية أميال والذي يمتد عبر الحدود بين غزة ومصر. 

ولطالما قالت إسرائيل إن أنفاق التهريب أسفل الحدود تلعب دورا حاسما في توريد الأسلحة والمواد المحظورة الأخرى إلى الجماعات المسلحة في غزة، بما في ذلك حماس. وتخلت إسرائيل عن سيطرتها على الممر خلال انسحابها من غزة عام 2005، ويعد العمل الإسرائيلي في المنطقة الحدودية قضية حساسة تتطلب التنسيق مع مصر، ورفضت مصر المبادرات الإسرائيلية لإقامة وجود لها على خط رفح الحدودي.

وقال عوفر شيلح، المحلل العسكري في معهد تل أبيب لدراسات الأمن القومي: "المهم هو إقامة حدود حقيقية من شأنها أن تقطع خطوط إمداد حماس من سيناء إلى غزة".  

وقال شيلح إن إجراء مناورة عسكرية كبيرة في رفح سيكون مشكلة، سواء بالنسبة لساحة المعركة المليئة بالأنفاق أو لعواقبها الإنسانية. 

وباعتبارها آخر مدينة رئيسية في غزة لم تغزوها إسرائيل، فقد تضاعف حجم رفح أكثر من ثلاثة أضعاف مع بحث النازحين داخليًا عن مأوى هناك، وبسبب قربها للحدود تحولت إلى مركز للمنظمات الدولية التي تنسق جهود الاستجابة الإنسانية.