نابلس - النجاح الإخباري - انسحب جيش الاحتلال عن مجمع الشفاء الطبي فجأة مثلما اقتحمه فجأة، لتتكشف معالم دمار عصف بأكبر مستشفيات قطاع غزة، حيث يقول الفلسطينيون إنهم وجدوا قبورا نبشت وأخرج من فيها من موتى.

ويظهر في العديد من المشاهد التي وثقتها وكالة أنباء العالم العربي، قبورا تم نبشها في ساحة المستشفى الذي تأسس عام 1946، وتقول السلطات الصحية في غزة إنه لم يعد صالحا للعمل.

ويقول هشام أبو العون، وهو فلسطيني يقيم في محيط مستشفى الشفاء، إنه حضر مع آخرين للبحث عن جثث أقارب وجيران قتلوا في المستشفى من أجل دفنها.

وأضاف "فيه لنا أحباب وجيران وناس فقدوا.. رحنا ندور عليهم علشان ندفنهم. جينا هنا لقينا المقابر كلها محفورة. والموتى مطلعينهم من القبور. يعني حتى اللي مات مش ناجي منهم. مفيش عالم.. مفيش حقوق إنسان. هذا أكبر حرام".

ويقول مسؤولون في قطاع غزة إن عددا كبيرا من الجثث أخرجت من قبور حفرت ودفن بها مئات الفلسطينيين ممن قضوا في الحصار الذي ضربته القوات الإسرائيلية على المجمع منذ أشهر.

وتابع أبو عون قائلا "تعالوا اتطلعوا.. قبور طلعوها والمستشفى هدموها.. ما فيش مكان لم يتعرض للقصف في المستشفى. لا المباني ولا السيارات ولا أي شيء.. هذه المنطقة كأنها خبطها زلزال".

واعتبر متحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة أن حصار مستشفى الشفاء "من أبشع المشاهد وأكثرها مأساوية منذ السابع من أكتوبر، حيث دُمرت منظومة صحية كبيرة بشكل كامل".

وذكر التلفزيون الفلسطيني أنه تم إحراق مباني مجمع الشفاء وأنه خرج بالكامل عن الخدمة.

وتحدث المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة عن مقتل 400 فلسطيني في مجمع الشفاء ومحيطه خلال فترة اقتحام المجمع، إضافة إلى اعتقال المئات، ووصف ما حدث في مجمع الشفاء بأنه "جريمة ضد الإنسانية والقانون الدولي وكل اتفاقيات حقوق الإنسان".

أما حركة حماس، فقد وصفت ما حدث بمجمع الشفاء الطبي بأنه "جريمة مروعة"، وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك الفوري للدخول إلى مدينة غزة للاطلاع على تداعياتها، وحثت المحكمة الجنائية الدولية على التحقيق فيها.