نابلس - النجاح الإخباري - ذكّرت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم"، العالم بأن المأساة الإنسانية في قطاع غزة تتعمق مع دخول الإبادة الجماعية التي تنفذها "إسرائيل" ضد السكان الفلسطينيين شهرها السادس على التوالي، وتتفاقم المجاعة بفعل الحصار الإسرائيلي الخانق، لا سيما على مدينة غزة وشمال القطاع، وقد تم تسجيل عشرات الوفيات من المواطنين الأبرياء معظمهم من الأطفال، بسبب الجوع ومنع الأدوية والنقص الحاد في المساعدات الإنسانية.

وأضافت الهيئة في بيان لها: لقد استهدفت "إسرائيل" المرافق الصحية والإغاثية ومقومات الحياة الأخرى بشكل ممنهج، بهدف جعل قطاع غزة غير قابل للحياة كجزء أساس من هدفها في تنفيذ الإبادة الجماعية للفلسطينيين هناك.

بينما تثابر "إسرائيل" على تنفيذ مخططها في الإبادة الجماعية للفلسطينيين، فإن حكومة الولايات المتحدة وغيرها من الحكومات المؤثرة في العالم، ما زالت تدعم "إسرائيل" عسكرياً ودبلوماسياً وتعطل صدور قرار بوقف إطلاق النار في مجلس الأمن، وما زال المجتمع الدولي لا يضغط بشكل جدي على "إسرائيل" والولايات المتحدة، من أجل إجبارهما على وقف الإبادة وإدخال المساعدات الإنسانية للسكان في غزة، وبدلاً من ذلك تعمد حكومة الولايات المتحدة إلى الخداع عن طريق إسقاط مساعدات من الجو وإنشاء ما تسميه ممراً بحرياً للمساعدات من قبرص إلى غزة.

إن إسقاط المساعدات من الجو، وعلاوة عن أنه تم في بعض الحالات بشكل غير محترف، أدى الفشل في الإسقاط إلى استشهاد خمسة مواطنين وإصابة العشرات، معظمهم من الأطفال سقطت عليهم صناديق المساعدات، تبقى غير كافية ولا تتضمن التوزيع الشامل والعادل للسكان، نتيجة غياب الجهات الإغاثية على الأرض، فإننا نؤكد على أن إسقاط المساعدات من الجو والممر البحري الذي أعلنت عنه الإدارة الأمريكية مؤخراً، يجب ألا يكونا بديلاً عن إدخال المساعدات من البر وعبر معابر غزة كافةً، ولا عن المطالبة الضرورية والفورية بوقف إطلاق النار ورفع الحصار.

ومن الواضح أن الهدف الرئيسي من المساعدات بهذه الطرق المبتدعة، هو الخداع والتضليل بهدف إطالة أمد حرب الإبادة وتخفيف الضغط على إسرائيل ومنحها الوقت الكافي لتنفيذ جرائمها في غزة، عبر إيهام الرأي العام العالمي بوجود مساعدات إنسانية، بينما الحل الوحيد الذي يكفل إنهاء المأساة الإنسانية في غزة هو وقف إطلاق النار الفوري ورفع الحصار، وضمان ديمومة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية بوتيرة عالية، بما في ذلك عبر المعابر، وتوزيعها من قبل الجهات المختصة، بما يؤدي إلى التوزيع الشامل والعادل وضمان صولها إلى الفئات الأكثر ضعفاً وحاجة.

وعليه، فإننا في الهيئة المستقلة نطالب المجتمع الدولي الضغط الجدي على "إسرائيل" لوقف الإبادة الجماعية التي تنفذها على السكان المدنيين في غزة، والاستجابة للتدابير المؤقتة التي أقرتها محكمة العدل الدولية، والعمل على ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة على نطاق واسع وبخاصة عبر البر، ونطالب بالتحقيق في حادثة استشهاد خمسة مواطنين، بينهم أطفال، في حادثة فشل إسقاط مساعدات من الجو يوم 8/3/2024 في مناطق شمال غرب غزة.