النجاح الإخباري - النجاح الإخباري - خاص-تحولت مباحثات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل إلى عذاب نفسي للمواطنين في قطاع غزة، سواء أكانوا النازحين أم حتى من فضلوا البقاء في الشمال فداهمتهم المجاعة القاتلة.

ويقول المواطن محمد الفرا (55 عاما) إنه خرج مع عائلته من خانيونس لرفح بعد تقدم الدبابات الإسرائيلية للمنطقة على أمل أن يعود في وقت لاحق.

ويضيف لـ"النجاح الإخباري": "نتابع أخبار التهدئة كل يوم، لكن المسألة تحولت إلى لعب بالأعصاب، فساعة نسمع عن تعثر المباحثات وساعة أخرى نسمع عن اقتراب نجاحها".

وتجري مفاوضات مكثفة بين حماس وإسرائيل بواسطة مصرية وقطرية ورعاية أميركية منذ أسابيع لعقد صفقة قبل حلول شهر رمضان، يتوقف بموجبها إطلاق النار لقرابة 6 أسابيع ويتخللها تبادل للأسرى.

لكن المباحثات متعثرة بسبب إصرار إسرائيل على السماح فقط بعودة النساء والأطفال وكبار السن إلى المناطق الشمالية من القطاع، وهو شرط ترفضه حماس وفقاً لمسؤولين مصريين مطلعين على المباحثات، حيث تصر الحركة على عودة غير مشروطة لكافة المواطنين إلى الشمال.

لكن مسؤولاً إسرائيلياً مطلع على المباحثات يقول إن هذا الشرط غير مقبول.

وقال المسؤول الإسرائيلي لصحيفة وول ستريت جورنال: "حتى الآن مجلس الوزراء في البلاد لم يسمح بعودة أي من سكان غزة إلى الجزء الشمالي من القطاع".

- دوامة عاطفية مرهقة-

وبينما تتواصل المفاوضات القائمة على إطار باريس 2، دخل المواطنون في قطاع غزة في دوامة عاطفية مرهقة، فشمال قطاع غزة بات يعاني مجاعة مميتة، حيث بلغ عدد من استشهدوا نتيجة الجوع نحو 20 مواطنا وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة، كما أن النازحين في مناطق الجنوب يتجمعون في مدن خيام وشقق مزدحمة، ويعانون ظروفا مزرية.

وتقول المواطنة سميرة محمود (47 عاما) والنازحة إلى مدينة رفح: "نحن نراقب الأخبار عبر الراديو والمواقع الإخبارية، لكن يبدو أننا نعيش دوامة.. مللنا من الانتظار".

وتتابع لـ"النجاح الإخباري: "التصريحات كل يوم متناقضة، مرة نسمع عن قرب التوصل لتهدئة فنفرح، ومرة نسمع أن المباحثات انتهت بالفشل فنشعر بالحزن".

وقالت: "نريد انتهاء هذا الكابوس بأسرع وقت، فقد باتت الأخبار شكل جديد من أشكال العذاب لنا".

وتبين أن بعض الشبان تمكنوا من الوصول لمكان منزل عائلتها في خانيونس والتقطوا لها فيديو  يظهر أن منزلهم لحقت به أضرار جسيمة.

وتتابع: "لكن نأمل ان نعود قريبا لنعيد بناء بيوتنا، فبيوتنا ليست حجارة فقط، بل هي جزء من حياتنا وذكرياتنا وأمالنا".

ولا يبدو أن آمالها قريبة من التحقق، فقد قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي اليوم الأربعاء، إنه لا أفق لاحتمالية وقف الحرب على غزة رغم كل المحاولات لوقفها.

وأضاف الوزير، في كلمة ألقاها في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المنعقد بالقاهرة، أن إسرائيل تستخدم سلاح التجويع للضغط على السكان لإجبارهم على النزوح.

- حماس ارادت الانسحاب من المباحثات-

ودخلت المباحثات في الوقت بدل الضائع مع اقتراب رمضان، ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين مصريين مطلعين على المفاوضات قولهم إن رئيس المخابرات المصرية عباس كامل تدخل لمنع حماس من الانسحاب من المفاوضات في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، مما أقنع الحركة بالبقاء في المباحثات على الرغم من أن الجانبين يبدوان في طريق مسدود. 

وقالت حماس في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء إنها أظهرت “المرونة اللازمة” للتوصل إلى اتفاق وستواصل التفاوض “للتوصل إلى اتفاق يلبي مطالب ومصالح شعبنا”.

ويقول الاحتلال إنه ينتظر إجابات من حماس حول أعداد الأسرى الذين تريدهم مقابل كل رهينة تطلق سراحها، وكذلك كم عدد المحتجزين في قطاع غزة الذين لا زالوا على قيد الحياة.

والبند الأخير تقول حماس إنها لن تقدمه بشكل مجاني، كما صرح بعض قادتها إنهم يحتاجون إلى وقف إطلاق نار لعدة أيام لكي يتمكنوا من احصاء الأسرى ومعرفة من قتل منهم ومن بقي على قيد الحياة.

وتنشر وسائل الإعلام العبرية يومياً تقارير وتصريحات لمسؤولين إسرائيليين يقولون فيها إنه يبدو أن زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار غير مهتم في التوصل إلى أتفاق، على أمل أن يؤدي استمرار القتال في رمضان إلى تصعيد التوترات في الضفة الغربية والقدس خلال شهر رمضان.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول إسرائيلي قوله: "لم نتلق شيئا، ولم يتغير شيئاً في المفاوضات، السنوار يريد الترويج للتصعيد في الشرق الأوسط".

وفي وقت تضغط الولايات المتحدة لتحقيق وقف إطلاق نار قبل رمضان، يهدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بعملية عسكرية في رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني منذ بداية العدوان على قطاع غزة، وحذرت واشنطن من الإقدام على هذه الخطوة دون خطة للحد من الأضرار في حياة المدنيين.

وفي حالة انهيار المحادثات، واقدمت إسرائيل على عملية عسكرية في رفح، تخشى الإدارة الأميركية من تفجر المنطقة، واشتعال الضفة الغربية والقدس، كما أن هناك مخاوف حقيقة من تمدد الصراع إلى الجبهة اللبنانية، حيث يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي عمليات القصف بشكل يومي.

 كما أن طرق الشحن العالمية، التي انقلبت رأسا على عقب بسبب الهجمات في البحر الأحمر، هي أيضا محل خلاف، حيث يقول  الحوثيون في اليمن إن هدف الهجمات هو فرض نهاية للحرب في غزة.

وقد أدى قصف للحوثيين اليوم إلى اشتعال سفينة ومقتل وإصابة العديد من أفراد طاقمها.