النجاح الإخباري - في عمق ذاكرة المعتقل الفلسطيني والروائي باسم خندقجي، تتجلى قصص كثيرة تحكيها أقلام ترابطت بأوجاع شعب وحكاياته المتراقصة على وتيرة الحرية، فتتحول تباعا إلى روايات تجد طريقها إلى النور.

في ذلك الفضاء الجامد الذي يلتف حول جدران السجون، يتلاقى الفن بالألم، ليرسم لوحة أدبية من قسوة الواقع وبريق الأمل، فيسطع نجم خندقجي بقلمه الذي يعزف أنغام الأدب على طريقته.

آخر ما تسلل من داخل زنزانته إلى دور النشر رواية (قناع بلون السماء) التي وجدت طريقها إلى دور النشر، فطبعت خمس مرات بحسب شقيقه يوسف.

ووصلت رواية خندقجي الأسبوع الماضي إلى القائمة القصيرة المرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية، بجانب خمس روايات أخرى منها واحدة للفلسطيني أسامة العيسة.

باسم بالنسبة لشقيقه هو قلم ثائر يخاطب العالم بأسلوب يتربع على عرش الفن والتميز، ويقود القراء في رحلة فنية مدهشة تحمل في طياتها أعماق البشر وحكاياتهم المؤلمة.

يقول يوسف لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "رواية باسم تنبعث منها رائحة التاريخ وعبق الوجدان، تعكس واقعا مريرا يجتاح أرض فلسطين، وتلمس جروحا لا تندمل تعبر عنها لغة الأدب".

ينسج خندقجي خيوط القصة ببراعة مغمورة في بحر من الألم والأمل، ويقدم لحظات تفاعلية مع الواقع الفلسطيني بكل ما فيه من تناقضات وتحديات.

نور، بطل الرواية، شاب فلسطيني تحاصره إسرائيل ويحاول طمس هويته، ويجد عن طريق الصدفة بطاقة هوية إسرائيلية زرقاء اللون، فيقرر ارتداء قناع الإسرائيلي لفهم عقله وفضح ممارساته.

رحلة مثيرة يخوضها نور في عالم المستوطنين، يكشف فيها عن زيف الرواية الصهيونية ويفضح الكثير من الجرائم. يلتقي نور بشخصيات مختلفة، بعضها يسانده وبعضها يحاربه، ويواجه صراعات داخلية بين هويته الحقيقية وقناعه المزيف.

تترقب عائلة خندقجي إعلان الرواية الفائزة بالجائزة في أبوظبي يوم 28 أبريل نيسان، لكن أمل العائلة الأكبر هو تحرر باسم من السجن الذي زج فيه منذ 20 عاما.

يروي يوسف جزءا من تفاصيل المعاناة حتى تصل قصاصات روايات باسم إلى النور خارج السجن، فيتم تهريبها ورقة تلو الأخرى، وفي كثير من الأحيان تصل ناقصة.

ولباسم خندقجي روايات رأت النور على رفوف المكتبات، ومنها (نرجس العزلة) و(مسك الكفاية) و(سيرة سيدة الظلال الحرة) و(خسوف بدر الدين).