نابلس - النجاح الإخباري -  في الرابع والعشرين من تموز/ يوليو عام 1971، فقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والثورة الفلسطينية، وحركات التحرر العربية، واحدا من خيرة رجالاتها، ومن أبرز مناضليها وهو المناضل ممدوح صيدم "أبو صبري".

وتصادف يوم غد السبت، الذكرى الـ50 لرحيل عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المناضل "أبو صبري"،  الذي ساهم في تأسيس تجربة الكفاح المسلح، وعمل مع إخوانه رجال الرعيل الأول على بناء القواعد الارتكازية المسلحة.

ولد المناضل صيدم عام 1939 في قرية عاقر بالرملة بأراضي الـ48 لأسرة فلسطينية مكافحة، وهُجِّرَ وعائلته عام 1948 إلى قطاع غزة، وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي هناك في مدرسة خالد بن الوليد، والتقى الشهيد صلاح خلف، ليلتحق بالتعليم الجامعي في قسم الجغرافيا- في جامعة الإسكندرية مطلع الستينيات من القرن الماضي، وترأس اتحاد طلبة فلسطين وحصل آنذاك على إجازة في الجغرافيا.

انضم إلى حركة فتح قبل انطلاقتها عام 1965 وانتقل إلى الجزائر فور تخرجه وعمل مدرسا ثم ترأس البعثة الثقافية الفلسطينية في مكتب فلسطين في العاصمة الجزائرية.

التحق بكلية شرشال العسكرية الجزائرية وأتم تدريبه العسكري فيها، ثم أكمل دراسته العسكرية العليا في كلية نانكين في جمهورية الصين الشعبية، وقاد أوائل الوفود التي زارت الصين الشعبية في إطار تعزيز الكفاح المسلح فالتقت مؤسس ثورتها المعاصرة الرئيس ماو تسي تونغ.

عاد للأرض العربية وتفرغ للعمل بحركة فتح، وفي حرب 1967 أسندت إليه قيادة منطقة جنين فعبر حدود الوطن المحتل، وشارك في معارك كثيرة من أشهرها معركة بيت فوريك يوم 7/12/1967 تكبد فيها الاحتلال خسائر كبيرة.

تولى قيادة القوات الفلسطينية في معركة الكرامة، 21/3/1968، التي شكلت نقطة تحول مهمة في العمل النضالي، فأعطت للثورة الفلسطينية زخمها وأكدت على عدالة القضية الفلسطينية.  

واستشهد "أبو صبري" في 24 تموز/ يوليو عام 1971 عن عمر ناهز الثلاثين عاما بعد حياة نضالية حافلة بالانتماء والوفاء ودماثة الخلق، وووري جثمانه الثرى في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك في دمشق.