النجاح الإخباري - قال وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي، إن إنعقاد القمة العربية في المملكة العربية السعودية الشقيقة، يأتي في ظل متغيرات إيجابية طرأت على أكثر من بلد عربي من ناحية طرد الارهابيين والإنتصار عليهم، وتحقيق مستوى أعلى من الإستقرار في تلك البلدان، في حين أن القمة تنعقد في ظل غياب إنجاز حقيقي بخصوص القضية الفلسطينية، بل على العكس دخلت مجموعة من المُسببات الجديدة على خط القضية الفلسطينية فرضت عليها مزيداً من التعقيد، عنوانها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإنحيازها المطلق لاسرائيل، وتوفيرها للدعم والحماية لسلطات الإحتلال في كل ما تقوم به من إنتهاكات وجرائم مخالفة بشكل فاضح للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. بما فيه قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفي نقل سفارتها اليها، ووقف الدعم المالي، إغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير في واشنطن، وتخفيف الدعم لموازنة الأونروا، وتشريع تيلورفورس وغيرها.


    وأضاف الوزير د. المالكي، أن ما نشاهده في هذا العام هو التغول الاسرائيلي في خطواته وإجراءاته، محاولاً الإستفادة من هذا الوضع الجديد الذي فرزته إدارة ترامب بسياساتها وقراراتها، إستفادة قصوى في تعميق الإستيطان وتوسيعه في أرض دولة فلسطين، وفرض حقائق جديدة على الأرض تمس المقدسات المسيحية والاسلامية وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك، والإستفادة بإجراءات لا رجعة عنها بخصوص تهويد القدس الشرقية ومحو كامل لشخصيتها العربية الاسلامية والمسيحية، هذا بالاضافة الى عمل حثيث تقوم به الحكومة الإسرائيلية على المستوى التشريعي والإجرائي من أجل إنهاء فكرة حل الدولتين بالمعنى العملي، إفشالاً وشطباً والغاءً للمشروع الوطني الفلسطيني المبني على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.


   وتابع الوزير د. المالكي، نذهب اليوم الى الإجتماعات التحضيرية الوزارية لهذه القمة ضمن هذه الخلفية، وعلى وقع الإشاعات المتكررة التي تبثها وسائل الاعلام الإسرائيلية وحتى الجهات السياسية بشأن تقارب عربي اسرائيلي، وتفاهمات في الخفاء لبعض الدول العربية مع اسرائيل على اعتبار إيران العدو الأول من جهة، وتطوير التنسيق الأمني والعسكري والإستخباراتي والعلاقات الإقتصادية والتكنولوجية بين هذه الدول وإسرائيل من جهة أخرى. وهي إشاعات نفتها هذه الدول العربية مراراً وتكراراً، وأكدت في ذات الوقت أن أي تطبيع مع إسرائيل يتم فقط بعد قيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.


   وواصل الوزير د. المالكي، أن القمة العربية ستنعقد على وقع قرع طبول الحرب فوق أجواء دمشق في ظل تهديدات أمريكية أوروبية بقصف دمشق، تحت مبرر الرد على الإدعاء بإعتداء كيماوي في مدينة دوما السورية. وهو إدعاء لم يتم حتى الان التحقيق فيه من قبل منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، وكأن الهجوم الكيماوي يُبرر هجوماً بأسلحة تقليدية ستُدمر أجزاءً من دمشق ويؤدي الى قتل العشرات بل المئات من المواطنين السوريين الأبرياء. رغم كل ذلك فإن وزارة الخارجية والمغتربين عملت كعادتها على تحضير مشاريع القرارات المرتبطة بفلسطين وقضيتها وعلى المستويات كافة، مشيراً الى أن هذه المشاريع تزخر في غالبيتها بقرارات تتعلق بالشأن الفلسطيني، وتلبي، نظرياً، إحتياجات الجانب الفلسطيني من القمة. واضاف د. المالكي، رغم معرفتنا المسبقة، وللأسف، أن غالبية هذه القرارات وبعد اعتمادها من القادة العرب تبقى حبراً على ورق، وتبقى تفتقد لأبسط مقومات وآليات التنفيذ والإلتزام من قبل تلك الدول التي إعتمدتها.


    وقال الوزير د. المالكي، نذهب الى القمة بهذا الحال مطالبين القمة بأن تُسمى قمة نصرة القدس، من خلال رسائل رسمية تقدمنا بها منذ اسبوعين ولم نستلم رداً عليها حتى الان، وسنعمل كوزارة خارجية ومغتربين وبالتعاون مع بعثاتنا في الجامعة العربية وفي الرياض من أجل أن تبقى القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، والقضية المركزية للجامعة العربية ودولها، خاصة وأن هناك حالة ترقب من قبل بعض الدول الأجنبية بما فيها الإدارة الأمريكية لكيفية إدارة هذه القمة، وكيفية التعاطي مع ملفاتها، وطبيعة المخرجات التي سوف تخرج بها يوم الأحد القادم.


   واختتم الوزير د. المالكي تصريحه قائلاً: رغم إرتياحنا من الأجواء المحيطة بهذه القمة، الا أننا نعتبر أنفسنا ذاهبين في مهمة غاية بالأهمية تستدعي بذل كل جهد ممكن لصالح إبراز القضية الفلسطينية والتأكيد على أولوياتها وإحتياجاتها من دعم مالي وسياسي.