النجاح الإخباري - أوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين زكريا الاغا، أن التحدي الماثل امام الدول العربية المضيفة ووكالة الغوث واللجنة الاستشارية  هو تحقيق النجاح في تخطي الأزمة المالية التي تعاني منها وكالة الغوث من خلال تأمين مصدر تمويل مستدام ثابت ويمكن التنبؤ به لتحقيق الاستقرار المالي في ميزانيتها الاعتيادية وضمان استمرارية عملها في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين وتلبية احتياجاتهم المتزايدة دون تقليص.

وأشار الآغا، الذي ترأس وفد دولة فلسطين في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء في اجتماعات اللجنة الاستشارية لوكالة الغوث المنعقدة في المملكة الأردنية، إلى أن استمرار الحصار في قطاع غزة والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية والقدس من خلال هدم المنازل ومصادرة الاراضي وتهجير أصحابها لصالح الاستيطان والجدار وما تشهده المنطقة وخاصة في سوريا نتيجة الصراعات الدائرة على أراضيها والتي اسفرت عن نزوح اللاجئين من مخيماتهم، أثرت وبشكل مباشر على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وزادت من الأعباء الملقاة على عاتق الدول المضيفة، وكذلك على وكالة الغوث التي تواجه أوضاعا غير مسبوقة جراء أزمتها المالية التي أثرت وبشكل مباشر على طبيعة خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين.

ورحب بالخطوات التي انتهجتها وكالة الغوث سواء على صعيد خططها الاستراتيجية المتوسطة أو طويلة الأمد وخططها المطروحة للعام 2018 للنهوض بواقع المخيمات وتحسين مستوى الأداء وجودة خدماتها وتنمية مواردها المالية من خلال تعزيز شراكتها مع المنظمات الدولية والخاصة.

وثمن الاغا السياسة الجديدة التي انتهجتها وكالة الغوث بإجراء مشاورات موسعة مع الدول الأعضاء وخاصة البلدان المضيفة وأعضاء اللجنة الاستشارية للأونروا والجهات المانحة الأخرى، ومع المؤسسات المالية الدولية، لاستكشاف جميع السبل والوسائل الممكن الأخذ بها لضمان تمويل كافي مستدام لميزانيتها الاعتيادية.

وشدد على أن اللاجئين الفلسطينيين هم في أحوج ما يكون إلى وكالة الغوث وخدماتها في هذه المرحلة الصعبة، مشيرا الى  أن الدور الذي تقوم به وكالة الغوث هو عامل مساعد على الاستقرار الذي يعمل الجميع من أجله.

واكد على استمرارية عمل وكالة الغوث في تقديم خدماتها كجزء من وفاء المجتمع الدولي تجاه اللاجئين الفلسطينيين وفق التفويض الممنوح لها بالقرار رقم 302 إلى أن يحين الوقت الذي تحل فيه قضية اللاجئين الفلسطينيين وينال اللاجئون الفلسطينيون حقوقهم في العودة الى ديارهم التي هجروا منها عام 1948 طبقا لما ورد في  القرار 194.

وحذر في كلمته محاولة حكومة الاحتلال الاسرائيلي وبعض الأطراف الدولية تفكيك وكالة الغوث ونقل صلاحياتها لأي منظمة دولية أخرى، لما في ذلك من تداعيات خطيرة على المنطقة، مؤكدا أن استقرار عمل الوكالة سيمنح استقرارا لمجتمع اللاجئين الذي سينعكس على استقرار المنطقة برمتها.

وشكر في كلمته الدول العربية المضيفة للاجئين على ما قدّمته ولا تزال للاجئين الفلسطينيين من احتضان ورعاية وحسن الاستضافة، كما قدم شكره لإدارة وكالة الغوث لدورهم السامي في خدمة اللاجئين الفلسطينيين.

وفي السياق ذاته عقد الاغا على هامش اجتماعات اللجنة الاستشارية وعلى مدار اليومين لقاءات مع بعض الوفود المشاركة، والتقى بمفوض عام وكالة الغوث، وكذلك بالوفد الامريكي، وبحث خلال هذه اللقاءات أوضاع اللاجئين الصعبة في المخيمات الفلسطينية، وأكد للوفود استمرار عمل وكالة الغوث في تقديم خدماتها اللاجئين دون تقليصات، كما حث الدول المانحة الوفاء بالتزاماتها المالية في دعم الميزانية الاعتيادية لوكالة الغوث.

يشار الى ان اجتماعات اللجنة الاستشارية لوكالة الغوث بدأت أعمالها في المملكة الأردنية الهاشمية بمشاركة نحو 25 دولة أعضاء دائمين في اللجنة الاستشارية وممثلين عن الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين والدول المانحة للأونروا والمجموعة الأوربية وجامعة الدول العربية.