النجاح الإخباري - كشف والد الشاب محمد زكريا العواودة الذي استشهد في حادثة إطلاق النار التي وقعت أمس بمحيط السفارة الإسرائيلية، تفاصيل ما حصل مع نجله، قائلًا: "أحتسب ابني شهيدًا عند الله".

وفي التفاصيل روى الزواودة لصحيفة "الغد" الأردنية: إنَّ أحد الأشخاص حضر إلى معرض مفروشات وقام بشراء غرفة نوم، وأضاف أنَّه كان اليوم موعد تركيب الغرفة داخل شقة أحد موظفي السفارة الإسرائيلية في عمان.

وكان آخر اتصال لوالد محمد مع نجله عند الساعة الثانية ظهرًا بنفس يوم الحادث، حيث أبلغه أنَّ الشاب ماهر وهو موظف بالمنجرة ذاتها التي يعملون بها، وذهب للحصول على "المعدّات" لغاية تركيب غرفة النوم، وفقًا لوالده.

وأشار والده إلى أنَّه لم يعلم عن ابنه أي شيء، وبعد أن قام بالاتصال به ولم يجيب الابن، قام الوالد بالاتصال على حارس الشقة العائدة ملكيتها للموظف الإسرائيلي، فأبلغه الحارس بحدوث إطلاق نار داخل الشقة وأنَّ ابنه والشاب الآخر والموظف الإسرائيلي قد أصيبوا ونقلوا إلى المستشفى.

وقال الزواوده: "إنَّه توجَّه لعدَّة مستشفيات للبحث عن ابنه منهم مستشفى المركز العربي، فأخبروه بضرورة مراجعة مركز أمن الشميساني، فقام بمراجعة المركز الأمني فتمّ تحويله إلى مديرية شرطة عمان، وهناك أبلغوه بوفاة ابنه نتيجة إطلاق النار عليه، وانَّ التحقيقات ما تزال جارية".

وقالت مصادر: إنَّ مطلق النار هو رجل أمن إسرائيلي أطلق عدَّة عيارات نارية ما أدى إلى وفاة محمد الزواودة (16 عامًا)، وإصابة ماهر ابراهيم، الشاب الذي يعمل معه بنفس المنجره، وإصابة مساعد مدير أمن السفارة الإسرائيلية والذي يعتقد أنَّه مالك للشقة وهو بوضع صحي حرج وقيد العلاج في إحدى المستشفيات.

تفاصيل الحادثة وفقًا للرواية الإسرائيلية

بعد تكتم شديد سمحت الرقابة الإسرائيلية، صباح اليوم، بنشر تفاصيل ما جرى قرب السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عمان.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: أنَّ الحدث تمثَّل بقيام أحد حراس السفارة بإطلاق النار باتجاه أردنيين فقتلا على الفور بعد محاولة أحدهم طعنه، حيث أُصيب بجراح طفيفة.

وقالت: إنَّ فتى في السابعة عشرة من عمره حضر إلى أحد المنازل القريبة من السفارة بحجة تبديل الأثاث، وتواجد الحارس في نفس البيت مع صاحب البيت وهو طبيب أردني، وذلك قبل إقدام الفتى على طعن الحارس من الخلف فأصيب بجراح طفيفة واستل مسدسه وأطلق النار باتجاه الفتى فقتل على الفور".

وأشارت الصحيفة إلى أنَّ بعض الطلقات أصابت الطبيب الأردني صاحب المنزل عن طريق الخطأ فقتل هو الآخر.

ورفضت الحكومة الإسرائيلية طلب السلطات الأردنية بالتحقيق مع الحارس، تحت ذريعة بأنَّه دافع عن نفسه أمام عملية طعن، وأنَّ معاهدة "فينا" تعطي حراس السفارات حصانة من الاستجواب.

فيما ترفض الحكومة الإسرائيلية أيضًا فكرة تسليم الحارس للسلطات الأردنية، وبقي الحارس داخل السفارة منذ الحادث أمس الأحد.

وبيَّنت الصحيفة أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" سارع للاتصال بالسفيرة الإسرائيلية في الأردن "عينات شليان" للوقوف على حيثيات الحادث، كما اتصل مع الحارس المذكور، في الوقت الذي تباحث فيه الكابينت الليلة الماضية حول الحدث وكيفية تخفيف التوتر مع الأردن.