النجاح الإخباري - وجه عضو المجلس التشريعي وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح المناضل الاسير مروان البرغوثي، يوم السبت 15 نيسان، رسالة إلى الشعب الفلسطيني، في الذكرى الـ 15 لاعتقاله، وعشية اضراب الاسرى عن الطعام، والذي سيشرع به الأسرى يوم 17 نيسان الجاري.

وتم تداول الرسالة بين مواقع محلية فلسطينية وتلت الرسالة عضو المجلس الثوري لحركة فتح، فدوى البرغوثي وهي زوجة القائد مروان البرغوثي، وفيما يلي نص الرسالة ..

"يا أبناء شعبنا العظيم في كل مكان،،

يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية،،

والأحرار والأصدقاء في العالم،،

أخاطبكم اليوم من زنزانتي الصغيرة، ومن العزل الإنفرادي، ومن وسط آلاف الأسرى وباسمهم، ومن بين آلاف الأسرى الذين قرروا خوض معركة الحرية والكرامة، معركة الشرف والبطولة، معركة الإضراب المفتوح عن الطعام، وذلك دفاعاً عن حق الأسير في الحرية والكرامة.

وهذه المعركة التي تتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، وقد تُعرض ما يقارب مليون فلسطيني للإعتقال والتعذيب والإهانة والإذلال ولكل أشكال التعذيب الجسدي والنفسي والحط من الكرامة الإنسانية وظروف قاهرة ومريرة في باستيلات الإستعمار الصهيوني الغاشم.

خاض الأسرى عشرات الاحتجاجات والإضرابات عن الطعام وسقط خلال نصف قرن ما يزيد عن 200 أسير شهيد، تحت التعذيب في الزنازين وفي السجون وبسبب القتل العمد والاهمال الطبي المتعمد.

وتُلقي إسرائيل سنوياً بآلاف الأسرى في غياهب السجون ومعسكرات الإعتقال وتقوم بنقلهم خارج الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 في انتهاك صارخ للمعاهدات والمواثيق الدولية وتقوم بمحاكمتهم من قبل محاكم تفتقد تماما للشرعية ويتوجب مقاطعتها وهي أداة من ادوات الاحتلال، وقد شارك وما زال جهاز القضاء الإسرائيلي في جرائم الاحتلال من إعتقال واحكام جائرة وتعذيب وتنكيل، وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة غير مسبوقة في حجم الإعتقالات وتعرض الاسرى للتعذيب والحط من الكرامة الإنسانية وانتهاك حقوقهم وحقوق ذويهم، كما عمدت حكومة إسرائيل على مصادرة مكتسبات الأسرى التي حققوها على مدار نصف قرن من التضحيات والنضال.

إننا إذ نخوض هذه المعركة، معركة الحرية والكرامة، كجزء لا يتجزأ من كفاح شعبنا، في شهر نيسان، شهر مجزرة دير ياسين، وعبد القادر الحسيني، والشهداء القادة وشهر أبو جهاد، وشهر يوم الأسير، وعشية الذكرى التاسعة والستين للنكبة، وفي العام المئوي لوعد بلفور الاستعماري، وعشية ذكرى مرور نصف قرن على الإحتلال عام 1967 وباعتبار هذه المعركة جزء لا يتجزأ من كفاح شعبنا لإنهاء نظام الأبارتهايد والاحتلال والإستيطان، ومن أجل إنجاز الحرية والعودة والإستقلال والكرامة، فإننا نتطلع إلى شعبنا العظيم في كل أماكن تواجده لإطلاق أوسع حركة شعبية وطنية وسياسية لمساندة الأسرى في معركتهم العادلة، وندعو أبناء شعبنا لأوسع مشاركة في المظاهرات والمسيرات والإعتصامات والإضرابات العامة وندعو الأخ الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية والفصائل الى القيام بمسؤولياتهم، والتحرك على كافة المستويات لتحرير الأسرى ومساندتهم في معركتهم، كما ندعو كافة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية لمساندة الحراك الشعبي تضامنا مع الاسرى.

ويأتي الاضراب للتصدي لسياسات الاحتلال الغاشمة المستمرة والمتصاعدة من اعتقال تعسفي وطويل المدى واختطاف وتعذيب وتنكيل واجراءات تعسفية وعقابية ضد الاسرى ومعاناتهم من الاهمال الطبي وانتهاك حقوقهم وحقوق ذويهم بالزيارة والتواصل الانساني. وإننا إذ نؤكد بقرارنا على خوض هذه المعركة مهما كانت التضحيات والعذابات والآلام، فإننا على ثقة ان أسرى فلسطين الذين يتشرفون بالإنتماء لهذا الشعب وقادرون على الصمود والثبات والإنتصار وإنجاز حقوقهم التي تكفلها المواثيق الدولية والقانون والاتفاقيات،

يا أهلنا،،،

يا شعبنا في الوطن والمخيمات والشتات والمنافي وبلاد الإغتراب،،

يا أبناء الأمة العربية والإسلامية،،

أيها الأحرار والأصدقاء في العالم،،

إننا ونحن نخوض معركة الحرية والكرامة نتوجه بالنداء إلى قيادتي فتح وحماس وقادة فصائل العمل الوطني والإسلامي إلى إطلاق حوار وطني صريح وعميق من أجل مراجعة شاملة للمرحلة السابقة، ولتأسيس وثيقة العهد والشراكة المستندة لكافة الإتفاقيات والوثائق الموقعة، وفي مقدمتها وثيقة الأسرى للوفاق الوطني، وذلك تحضيراً لعقد مؤتمر وطني للحوار الشامل بمشاركة كافة القوى والهيئات والشخصيات، لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتحديد موعد نهائي لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ولعضوية المجلس الوطني.

يا شعبنا العظيم،،،

يا شعب الثورات والإنتفاضات...

يا شعب الصمود الأسطوري في وجه الغزو الصهيوني الإستعماري،،

إن رهاننا الوحيد هو عليكم وعلى دعمكم ووقفتكم ومساندتكم لهذا الإضراب الذي يأتي في وقت يتوجب فيه أن يستعد شعبنا لإطلاق أكبر حركة عصيان وطني ومدني شامل في مواجهة نظام الأبارتهايد في فلسطين والإستعمار والإحتلال.

وإننا على ثقة ان وفاء الأسرى لبلادهم وشعبهم ووطنهم سيقابل بالوفاء، وان هذه المعركة هي جزء لا يتجزأ من معركة شعبنا من أجل الحرية والعودة والإستقلال والكرامة.

ولنا لقاء قريب.

المجد للشهداء

الشفاء للجرحى

والحرية للأسرى

عاش الشعب الفلسطيني العظيم

أخوكم

مروان البرغوثي (أبو القسام)

سجن هداريم

زنزانة رقم (28)".