نابلس - النجاح الإخباري - أكَّد مدير المستشفى العسكري في مدينة نابلس و المخصص لعلاج حالات كورونا الدكتور يوسف الهمشري أنَّ المدينة حاليًّا تشهد الموجة الأعنف والأسرع والأكثر فتكًا من كورونا.

وقال خلال حديث معه لـ"النجاح" اليوم الخميس، إنَّ المستشفيات امتلأت في وقت قصير جدًا والحالات الصعبة بازدياد، كما أنَّ هناك  مضاعفات لمصابين من ذوي الأعمار الصغيرة.

وأوضح الهمشري أنَّ التّصاعد في الآونة الأخيرة بات بشكل عمودي حيث ارتفاع الأعداد بشكل كبير وبالتالي الحاجة الماسّة لإدخال المرضى للمستشفيات وإشغال غرف العناية، محذّرًا من تفاقم الحالات الذي قد يربك النّظام الصحي في فلسطين.

ولفت إلى أنَّ النظام الصحي حتى اللحظة متماسك ويتم توفير جميع الأسرّة الممكنة لاستقبال المرضى وعلاجهم، إلا أنَّ زيادة الحالات مع تفشي الطفرات الجديدة بسرعة كبيرة، وازدياد الحالات التي تحتاج عناية وأجهزة تنفس اصطناعي وطبيعة المرضى والحالات المستعصية التي تصادف الجسم الطبي الكامل  ترهق الطواقم الطبيّة.

وأضاف أنَّ معظم المسحات العشوائية أثبتت وجود الطفرات الجديدة من الفيروس خاصة البريطانية وجنوب إفريقيا، التي تتميز بسرعة الانتشار ما تسبّب بوجود حالات بشكل كبير، وسرعة انتقال الفيروس في العائلات المصابة.

وحول الأعراض للطفرات قال الهمشري: " الأعراض هي ذاتها لفيروس كورونا إلا أنَّ تأثيرها أسرع، وتصيب الفئات صغيرة العمر، وهناك طفرات قد لا يؤثر بها اللقاح هذه الطفرات لا وجود لها في فلسطين حتى الآن، التزام الناس بالتعليمات الوقائية يجنبنا الكثير من المعاناة".

وإثر وفاة شاب وفتاة أمس متأثرين بفيروس كورونا حذَّر  الهمشري من التهاون والتراخي في التعاطي مع الوباء بقوله: " إنَّ التزام الناس بإجراءات الوقاية لا يتجاوز 5% كحد أقصى، قد تلوم الحكومة والإغلاق الذكي أو الغبي سمّه ما شئت، لكن ما نراه في المستشفى قد لا يصدق، المريض يأتي بحالة متأخرة وخلال يوم تتدهور حالته ويحتاج عناية مكثفة وجهاز تنفس صناعي".

وأشار د.الهمشري إلى أنَّ المستشفى العسكري خُصّصَ من بداية انتشار الوباء  وكان يغطي ست من المحافظات الشمالية حين كانت الأعداد قليلة.

كما تمَّ افتتاح مستشفى الهلال منذ شهرين تقريبًا لاستقبال المرضى في منطقة نابلس، وهناك مستشفيات في شمال الضفة الغربية منها مستشفى عزون ومستشفى قشدة في طوباس، وأقسام في بعض المستشفيات الخاصة، وأوضح أنَّ  العدد الوبائي أثّر في إشغال الأسرّة في هذه المستشفيات بنسبة أكثر من 90% خاصة أسرّة العناية المكثفة سواء في المستشفيات الخاصة والحكومية.

لنعمل معًا لحماية أنفسنا وأهلنا، التزامنا يمنع الإغلاقات و يوقف نزيف الاقتصاد والضّرر المادي الواقع على جميع فئات الشعب وقطاعاته.