نابلس - النجاح الإخباري - هل سبق أن تجرأت على السباحة في المياه المتجمدة ؟ وبينما قد يبدو لك هذا الفعل نابعاً من الجنون والتهور، إلا أن السباحة في المياه المتجمدة تُعتبر بمثابة نشاط شائع وعادي يقوم به الأشخاص يومياً في فنلندا!

تعتقد الكاتبة والصحفية كاتجا بانتزار، أن هذه الهواية قد تكون سبباً في احتلال فنلندا المرتبة الأولى، بكونها أسعد دولة في العالم. وفي كتابها "الطريقة الفنلندية: العثور على الشجاعة، والعافية، والسعادة من خلال قوة سيسو"، تربط بانتزار سعادتها بالسباحة اليومية في المياه المتجمدة بفنلندا.  

ولم تعتبر الصحفية نفسها شخصاً يحب البرد حتى جاءت إلى فنلندا، إذ لاحظت أن غالبية الأشخاص يستمتعون بركوب الدراجات، على سبيل المثال، تحت درجة حرارة تصل إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر، ليس ذلك فحسب، إذ أدركت أيضاً حب الأشخاص للسباحة في المياه المتجمدة.

وأخيراً، اقتنعت بانتزار في خوض هذه التجربة بعد أن قابلت مجموعة من النساء اللواتي يسبحن في الجليد، إذ قيل لها أن هذه المياه المجمدة تساعد على معالجة جميع الأمراض، كالاكتئاب والصداع.

وبعد أن استجمعت الصحفية الفنلندية قواها وتجرأت على النزول في المياه المتجمدة، شعرت وكأنه يتم وخزها بالدبابيس، معتقدةً أن هذه التجربة ستكون الأولى والأخيرة.

ولكن، سرعان ما يحدث شيئاً غريباً، بحسب ما قالته بانتزار، إذ يرتعش جسدك بأكمله، ومن ثم تشعر بالدفء والراحة. وتطورت السباحة من مجرد هواية إلى إدمان، بحيث بات باستطاعة بانتزار البقاء في المياه المتجمدة لمدة تتراوح بين الـ 30 ثانية والدقيقة.وبعد أن لجأت بانتزار إلى البروفسير هانو رينتيماكي، الذي درس تأثير الطقس القطبي على الجسم، لاحظت أن الإنسان يفرز هرمونات "السعادة"، أي الإندورفين، فهو يعد من مسكنات الألم التي تفرز طبيعياً في جسم الإنسان.

ولا تقتصر السباحة في الجليد على إفراز الهرمونات الجيدة فحسب، وإنما تُساعد ايضاً على تعزيز الدورة الدموية، ونظام المناعة، وزيادة عدد السعرات الحرارية المحروقة.

إذاً، هل عرفتم لماذا يشعر الأشخاص بالحيوية بعد السباحة في المياه المتجمدة !