النجاح الإخباري - خلص علماء، في دراسة نشرت نتائجها مجلة "نيتشر"، إلى أن الوجود البشري في القارة الأميركية يعود إلى 130 ألف سنة، مما يعني أنه أقدم بأكثر من 100 ألف سنة من ظهور #"الأميركيين"_الأوائل، وبالتالي من شأن ذلك اعادة النظر في تاريخ استيطان العالم الجديد.

وتقول جودي غرادوول، رئيسة متحف التاريخ الطبيعي في سان دييغو المشرف على هذه الدراسة إن الآثار التي وجدت في كاليفورنيا "تدل على أن فصيلة من #أسلاف_الإنسان (القردة العليا) كانت تعيش في أميركا الشمالية قبل 115 ألف سنة مما كنا نعتقد".

ويؤكد فريق الباحثين أنه نجح في تأريخ الأدوات الصخرية وعظام حيوان مستودون (صناجة)، وهو من الأسلاف المنقرضة حاليا للفيلة، وتحمل آثار تدخل بشري، وفقا لتأكيدهم.

ويوضح ستيف هولن، أحد معدي الدراسة في بيان لمتحف التاريخ الطبيعي في سان دييغو، أن "عظاما وأسنانا عدة تدل بوضوح على أن بشرا عمدوا الى كسرها عمدا، مظهرين براعة وخبرة".  

وينقسم علماء الاناسة والآثار حيال بدء الوجود البشري في القارة الأميركية. متى وصل البشر الأوائل إلى هذه القارة؟ وعن أي طريق؟ وبأي طريقة؟ أسئلة تتباين الإجابات عنها، بينما تصبح النظريات المتداولة باستمرار عرضة للتشكيك.  

حتى اليوم، كانت النظرية الطاغية أن #البشر_الأوائل (الإنسان العاقل) الذين وطأت أقدامهم أرض العالم الجديد، وصلوا عن طريق آسيا قبل نحو 14,500 الف سنة.  

ويؤكد علماء أن الاستيطان حصل من داخل الأرضي، عبر سلوك رواق ممتد على طول 1500 كيلومتر، كان يربط سيبيريا الشرقية بالقارة الأميركية الشمالية، وبات مغمورا، في جزء منه، بالمياه تحت مضيق بيرينغ. غير أن آخرين يقولون إن البشر الأوائل وصلوا إلى القارة الأميركية عن طريق المحيط الهادئ عبر ألاسكا، مشيا أو بحرا.  

لكن هؤلاء البشر الوافدين من آسيا قد لا يكونون "الأميركيين" الأوائل، وفقا لهذه الدراسة الجديدة. ووفقا لمعديها، قد تكون إحدى سلالات الإنسان العاقل مصدر المؤشرات الى وجود بشري، والتي وجدت في موقع اثري في منطقة سان دييغو، معروف باسم "سيروتي ماستودون سايت"، والذي تم نبشه في مطلع التسعينات.

وبعدما بقيت حتى اليوم من دون دلالات واضحة، تم الكشف عن سر هذه الآثار بفضل طريقة للتأريخ باستخدام اليورانيوم-ثوريوم تسمح بالعودة إلى مراحل ضاربة في القدم.

ويؤكد عالم الإحاثة في متحف التاريخ الطبيعي في سان دييغو توماس ديمير، وهو أحد معدي الدراسة، في بيان أن "تقنيات التأريخ تقدمت، وباتت تتيح لنا القول بثقة أكبر إن البشر الأوائل كانوا موجودين في مراحل أقدم مما هو متعارف عليه".

ويثير واقع أن البشر الأوائل تناولوا لحم المستودون في كاليفورنيا قبل 115 الف سنة مما كان يعتقد أنه تاريخ وصول الإنسان الأول إلى القارة الأميركية، تساؤلات كثيرة: من كان هؤلاء؟ ومنذ متى كانوا موجودين هنا؟ وكيف وصلوا؟

هؤلاء البشر الذين تركوا أثرهم ليسوا على الأرجح من سلالة الإنسان العاقل، بما أن هذه الأخيرة لم تغادر، كما يعتقد، افريقيا سوى قبل نحو 100 الف سنة.

وبالنسبة الى الباحثين، هؤلاء البشر هم من الأسلاف المنقرضين من فصيلة الإنسان المنتصب، أو انسان "نياندرتال" أو انسان "دينيسوفا". ونظرا الى ان العلماء لم يرصدوا آثارا للحمض النووي من الموقع، تبقى السلالة التي ينتمي إليها أسلاف البشر هؤلاء، والتي يرجح الباحثون أنها اندثرت، موضع غموض.