النجاح الإخباري - في مشهد يرصد لقطة واقعية من صباح دامٍ في غزة،تمزق وجه الحياة الطفل حازم علاء أبو غرار يمشي صارخا متوسلا بكل ما تبقى من صوته: "يابا حبيبك يابا! يستغيثه ألا يغيب وهو الذي أنهت رصاصات الغدر حياته حين خرج ليجلب لأطفاله كرتونة طعام، ولم يعد.
استُهدف بالرصاص بينما كان واقفًا في طابور الإغاثة، لا يحمل سوى جوعه ويديه الفارغتين وأمنية بالحصول على ما يسد جوع أطفال صغار.

في جريمة جديدة لا يمكن تبريرها، نصب الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم كمينًا دمويًا عند جسر وادي غزة، بعد أن دعا آلاف الجوعى للتجمع بحجة توزيع مساعدات إنسانية، بالتعاون مع شركة أمنية أمريكية.
وما إن وصلت الحشود، حتى فُتح وابل من النيران، أوقع شهداء وجرحى… وحازم بينهم، يبحث عن والده بين الجثث، لا يصدق أن حياته ثمن جوعهم!

حادثة ليست الأولى .. 
خلال أسبوع واحد فقط، ارتقى أكثر من 39 شهيدًا، وأصيب 220 آخرون، جميعهم ضحايا "مصائد الإغاثة" التي نصبها الاحتلال، فتحوّلت نقاط المساعدات إلى نقاط ذبح جماعي، حيث يُستدرج الجوعى ثم يُقنصون.

صرخة حازم ليست مجرد لحظة عابرة في شريط الأخبار، بل مرآة لما يحدث منذ شهور.
وثقت المنظمات الحقوقية ما يحدث، ورصدت كاميرات الصحافة وجع المقهورين، لكن صوت الطفل المنهار في  الفراغ، يصنع وثيقة إنسانية لا تُنسى.

ويبقى السؤال الوحيد:
أيّ إنسانية بقيت… وأيّ زمن هذا الذي نعيش فيه؟