النجاح الإخباري - تدفّق منذ ساعات الليل الأولى أعدادٌ كبيرة من المواطنين إلى نقطة توزيع المساعدات التابعة لـ”الشركة الأمريكية” في مدينة رفح قرب الحدود المصرية، استجابةً لأوامر وصلت عبر طائرات مسيّرة تدعو الأهالي للتوجّه إلى مراكز التوزيع. إلّا أنَّ جنود الاحتلال الإسرائيلي استهدفوا المواطنين بالرصاص قبل وصولهم إلى المركز في محور “نتساريم” وسط قطاع غزة.
وأسفرت عملية القنص المباشر عن استشهاد أكثر من 22 مواطنًا وإصابة عشرات آخرين، بينهم نساء وأطفال، فيما نقل قسمٌ من الجرحى إلى أقرب مستشفيات القطاع، وبعض الحالات جرى نقلها برفقة المواطنين أنفسهم إلى المستشفيات لعدم قدرة سيارات الإسعاف على الوصول.
وقال مدير الإسعاف في شمال غزة في حديث لقناة “الجزيرة” إنَّ “مراكز توزيع المساعدات تحوَّلت إلى مراكز للإذلال، والأجهزة الطبية لا تملك القدرة على التدخُّل الفوري لمواجهة القصف الإسرائيلي المتواصل. هناك مصابون ينتظرون أكثر من نصف ساعة حتى تصل سيارات الإسعاف لنقلهم بسبب قلة الإمكانات ومنع قوات الاحتلال مرورها إلى موقع القصف في رفح”.
وفي التفاصيل، استشهد مواطنٌ وأُصيب 18 آخرون، من بينهم ثلاثة أطفال، إثر استهداف قوات الاحتلال للأهالي قرب نقطة توزيع المساعدات في محيط “نتساريم”، بحسب ما نقلت مستشفى العودة في النصيرات عن حصيلتها الأولية. وقد بدا المشهد فوضويًا مع تصاعد أعداد الجرحى، فيما امتلأت الطرقات المحيطة بمتطوعين ومواطنين يحاولون مساعدة المصابين.
وقالت مصادر صحفية إنَّ إطلاق الجنود النار تمَّ بصورة عشوائية، وأدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى قبل أن يتمكّن أيٌّ من الأهالي من الوصول إلى شاحنات المساعدات. وبيّنت المصادر أنَّ سيارات الإسعاف، رغم استنفارها، لم تتمكّن من اختراق حرائق وعيارات نارية كثيفة قرب المركز، الأمر الذي اضطر الأهالي لإخراج الجرحى عبر سيارات خاصة ونقلهم إلى المستشفيات القريبة دون انتظار وصول الطواقم الطبية.
وتعليقًا على المشهد الإنساني المأساوي، اعتبر مدير الإسعاف أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمّل مسؤولية مباشرة في مقتل وجرح المدنيين الذين اجتمعوا أمام مراكز توزيع المساعدات تحت شعار “النجدة”، وحمّل المجتمع الدولي مسؤولية الفشل في وقف استهداف المدنيين العزل.