النجاح الإخباري - يستمر الحصار الإسرائيلي الخانق على مخيم جباليا شمالي قطاع غزة لليوم السادس على التوالي، ما يرفع من خطر تفشي المجاعة بين سكانه. ومنعت قوات الاحتلال دخول المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية إلى المخيم، فيما تواصل عملياتها العسكرية واستهدافاتها لمناطق شمال القطاع.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أعلن أمس أن الاحتلال قتل أكثر من 125 فلسطينيا في محافظة الشمال وخاصة في مخيم جباليا على مدار خمسة أيام متواصلة.

ووفقاً لتقارير ميدانية، فإن الحصار المفروض يهدد حياة الآلاف من المدنيين، خاصة في ظل استمرار قطع الإمدادات الأساسية.

وأفادت مصادر حقوقية بأن قوات الاحتلال تمنع بشكل كامل دخول المساعدات الإنسانية إلى المخيم، مما أدى إلى تصاعد الأزمة الإنسانية في المنطقة.

وأشار المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إلى أن "شمال غزة يواجه أكبر عملية تطهير عرقي، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً لحماية المدنيين ومنع تهجيرهم القسري".

كما أن طائرات الاحتلال ألقت منشورات تطالب السكان بالتوجه إلى جنوب القطاع، مما يفاقم المخاوف من محاولات الاحتلال لتهجير سكان الشمال بشكل كامل.

قلق دولي

أثارت هذه التطورات قلقاً دولياً واسعاً، حيث عبرت الولايات المتحدة عن قلقها العميق من تدهور الأوضاع الإنسانية في شمال غزة. وجددت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها مطالبتها لإسرائيل بالالتزام بالقوانين الدولية التي تلزمها بتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان، بما في ذلك الغذاء والماء.

من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من استمرار العقبات التي تعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا): "نحن نشهد مرة أخرى دفع مئات الآلاف من سكان غزة إلى الهجرة القسرية نحو الجنوب في ظروف معيشية لا تُطاق".

وأشارت تقارير أممية إلى أن سكان غزة يتعرضون لخطر المجاعة نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع، فيما تواصل القوى الدولية دعوتها لتأمين وصول المساعدات الإنسانية وتمكين المنظمات من العمل بحرية.

الغذاء كسلاح حرب

وفي إطار الجهود الدولية للتعامل مع الأزمة، حذرت دول ومنظمات حقوقية من استخدام الغذاء كسلاح في النزاعات، وهو ما اعتبره وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي "جريمة بحق الإنسانية". جاء هذا في إطار لقائه مع مسؤولة برنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين، حيث تم التأكيد على ضرورة تقديم الدعم الإنساني العاجل لسكان القطاع المحاصر.

مع انعدام الأفق نحو التوصل إلى أي حلول تهدئة للأوضاع في غزة، تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة في جباليا وباقي مناطق شمال غزة، وسط استمرار الحصار وغياب الحلول السياسية الكفيلة بإنهاء معاناة المدنيين.

النجاح+وكالات