ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني أن الفلسطينيين الذين تفرج عنهم القوات الإسرائيلية بعد اعتقالهم في قطاع غزة يعودون "مصابين تمامًا بالصدمة" ويُبلغون عن الاعتداءات التي تعرضوا لها أثناء الاعتقال.

وأضاف أن الأسرى أبلغوا عن تعرضهم لـ "مجموعة واسعة من المعاملة السيئة" بما في ذلك التهديد بالتعرض للكهرباء وتصويرهم عراة وحرمانهم من النوم واستخدام الكلاب لتخويفهم.

وتأتي هذه التعليقات عقب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز عن تحقيق داخلي أعده موظفو الأونروا يوثق حالة الأسرى العائدين عن الحدود الإسرائيلية في حاجز كرم أبو سالم.

وأضاف لازاريني: "لقد شاهدنا هؤلاء الأشخاص يعودون من الاعتقال، بعضهم لعدة أسابيع، وبعضهم لعدة أشهر، ومعظمهم يعودون (مصابين) بالصدمة تمامًا بسبب المحنة التي مروا بها".

وأوضح: "لقد تم إجراء العديد من المقابلات مع الأشخاص حول معاناتهم، ولقد قمنا بتجميع تقرير داخلي بالفعل حول تجاربهم".

وأضاف أنه تم مشاركة التقرير مع جماعات حقوقية متخصصة في مجال الاعتقال.

وقبل تصريحات لازاريني، قالت الأونروا إن السلطات الإسرائيلية احتجزت "عددًا من موظفيها من قطاع غزة"، ووصفوا فيما بعد الاعتداءات التي تعرضوا لها أثناء الاحتجاز.

وقالت الأونروا في بيان لوكالة فرانس برس: "أبلغ موظفونا عن أحداث فظيعة حدثت أثناء اعتقالهم  وأثناء التحقيقات من قبل السلطات الإسرائيلية. وتشمل هذه التقارير التعذيب والمعاملة السيئة الشديدة والاعتداء والاستغلال الجنسي".

وأضاف البيان: "أبلغ بعض موظفينا فرق الأونروا بأنه تم إجبارهم على توقيع اعترافات تحت التعذيب والمعاملة السيئة" أثناء التحقيق في الهجوم الذي قامت به حماس في بداية أكتوبر.

وفي الوقت نفسه، نفى الجيش الإسرائيلي في بيان له  وجود أدلة متزايدة على أن قواته قد ارتكبت اعتداءات جنسية على الفلسطينيين المحتجزين دون محاكمة.

وقال البيان: "تنفي قوات الدفاع الإسرائيلية الادعاءات العامة وغير المؤكدة بشأن الاعتداء الجنسي على المحتجزين في مرافق الاحتجاز التابعة للجيش الإسرائيلي".

ومع ذلك، كشف فلسطينيون احتجزتهم القوات إسرائيلية في غزة مرارًا وتكرارًا عن قصص عن الاعتداءات الجسدية والإهمال الشامل. وليس معروفًا كم عدد النساء أو الأطفال الذين تم احتجازهم.

تعتمد القصص الشخصية على دليل كبير على أن قوات الاحتلال لم تحتجز مدنيين فلسطينيين في غزة خلال شهرين من الحرب فقط، و"إخفائهم" دون محاكمة، بل أيضًا فشلت في تقديم أي معلومات حول مكانهم أو ظروفهم أو تهمهم، وفقًا لأفراد العائلة وجماعات حقوق الإنسان، كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست في ديسمبر الماضي.

ووفقًا لذلك، دعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق عاجل في "الاختفاء القسري" للمدنيين الفلسطينيين من غزة على يد إسرائيل، عقب تقارير عن وفيات في مرافق الاعتقال.

تأتي تقارير انتهاكات جيش الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين و"الاختفاء القسري" للفلسطينيين من غزة مع حرب إسرائيل الأكثر دموية على الأراضي الفلسطينية التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 30 ألف مواطن معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لأحدث إحصائية من وزارة الصحة الفلسطينية.