غزة - النجاح الإخباري - واصل الاحتلال اليوم الجمعة ضرباته على مدينة رفح في غزة موقعا شهداء، فيما أمر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو جيشه بإعداد “خطة لإجلاء” المدنيين منها.
وقالت واشنطن إنها لن تؤيد أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح دون إيلاء الاعتبار الواجب لمحنة المدنيين. ووصف بايدن الرد العسكري الإسرائيلي على هجوم “حماس” على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بأنه “تجاوز الحد” .
مع ذلك، شنت قوات الإسرائيلية غارة جوية على رفح في جنوب قطاع غزة تسببت في سقوط شهداء.
وبيّن مسؤولو صحة فلسطينيون أن 15 شخصا على الأقل استشهدوا في أحدث غارات جوية ، من بينهم ثمانية في رفح التي يلوذ بها حاليا أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال محمد النحال وهو مسن فلسطيني كان يقف بجوار أنقاض مبنى استهدفه القصف لـ” رويترز”: “كنا نايمين جوا ولما انضرب طلعنا برا، طلعنا من الشقة برا، بعد شوية انضرب كمان صاروخ تاني دمر الدار كلها بحالنا بمالنا”.
وأضاف “بنتي وجوزها وابنها دول كلهم استشهدوا، باقيين اتنين في المستشفى” .
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها نقلت جثامين ثلاثة شهداء وعددا من الجرحى جراء قصف الاحتلال منزلا في رفح
كذلك أمر نتنياهو جيشه بإعداد “خطة لإجلاء” المدنيين من رفح.
وأفاد مكتبه في بيان “يستحيل تحقيق هدف الحرب من دون القضاء على حماس وترك أربع كتائب لحماس في رفح. على العكس، من الواضح أن أي نشاط (عسكري) كثيف في رفح يتطلب ان يخلي المدنيون مناطق القتال” .
وأضاف البيان “في هذا السياق، أمر نتنياهو القوات والمسؤولين الأمنيين الاسرائيليين بتقديم خطة مركبة لإجلاء السكان والقضاء على كتائب حماس” في المدينة.
واعتبر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، أن التقارير التي تتحدث عن هجوم عسكري إسرائيلي على رفح “مثيرة للقلق” .
وبين إنه يوجد حاليًا 1.4 مليون فلسطيني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة “دون مكان آمن للذهاب إليه، ويواجهون المجاعة”.
وشدد على أن “الهجوم على رفح ستكون له عواقب كارثية تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل من ناحية، وخسائر لا تطاق في صفوف المدنيين من ناحية أخرى” .
فيما قال أن إيغلاند الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين “لا يمكن السماح بأي حرب في مخيم ضخم للاجئين”، محذرا من “حمام دم” إذا امتدت العمليات الإسرائيلية إلى المدينة.
وأيضا، حذر مدير شؤون “أونروا” في غزة توماس وايت، في منشور على منصة “إكس”، من شنّ إسرائيل هجوما واسعا على مدينة رفح جنوبي القطاع.
وقال: “في حال شن هجوم على رفح فإننا سنشاهد مئات الآلاف من الناس يحاولون الفرار من الاشتباكات”.
وأشار المسؤول الأممي إلى أنهم لا يستطيعون القيام بأنشطتهم بشكل فعال أو آمن في مدينة تتعرض لهجوم من قبل الجيش الإسرائيلي.
فيما دعت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) كاثرين راسل، إلى “تجنب التصعيد العسكري الإسرائيلي” في رفح، التي نزح إليها قسرًا أكثر من 600 ألف طفل وأسرهم، الكثيرون منهم هُجروا أكثر من مرة.
وقالت إن التصعيد الإسرائيلي في رفح “التي تئن بالفعل في ظل العدد الهائل من الأشخاص الذين نزحوا من أجزاء أخرى من غزة، سيمثل تحولا مدمرا آخر في الحرب التي تفيد التقارير بأنها أودت بحياة أكثر من 27 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال”.
وأضافت أن “آلافا آخرين قد يلقون حتفهم بسبب القصف الإسرائيلي أو نقص الخدمات الأساسية وزيادة انقطاع المساعدات الإنسانية”.
وشددت على ضرورة أن “تظل المستشفيات والملاجئ والأسواق وشبكات المياه المتبقية في غزة قادرة على العمل”، وقالت إن من دونها، سوف يرتفع معدل الجوع والمرض بشكل كبير، ما يؤدي إلى استشهاد مزيد من الأطفال. وقالت: “نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة”، مضيفةً أن “وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية سينقذ الأرواح، وسيسمح بتوسيع الاستجابة الإنسانية، ويساعد على توفير أفضل حماية للأطفال الذين أصبحت حياتهم ومستقبلهم على المحك”.