النجاح الإخباري - كشف المتحدث الإعلامي باسم وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني، عبد الفتاح أبو موسى، لـ"الأناضول": إن غزة تستورد نحو 2500 طن من حبوب القهوة سنويا ويتم تسويقها عبر ما يزيد عن 20 مصنعا ومطحنة صغيرة .

وبمناسبة اليوم العالمي لمشروب القهوة، أعدت وكالة "الأناضول تقريرا خاصا حول أهمية هذا المشروب في قطاع غزة المحاصر، حيث تتوقف مركبات الأجرة العمومية، صباح كل يوم، أمام عربات مخصصة لبيع القهوة، لاختطاف كوبٍ منها، علّه يُحسن من "المزاج العام"، للسائق.

هذا المشهد لا يبدو غريبا في قطاع غزة المُحاصر، لعامه الـ(13) على التوالي، والذي يفتتح صباح أيامه برائحة البنّ المختلط بالهال (الحب هان).
الموظفون داخل مؤسساتهم، والمواطنون داخل بيوتهم، معظمهم يبدأون صباحاتهم بفنجان قهوة صغير، إلا من أدمْن رائحتها، فلا ترتضي نفسه إلا بعد احتساء كوبٍ كبير.

وتعتبر القهوة التي يفضلها السكان، "سادة" أي خالية تماما من السكر، بمثابة الملمَح الشعبي في قطاع غزة، بمختلف الأوقات، كما قال خليل روقة (26 عاما)، أحد العاملين في إحدى الشركات، التي تخصص زاوية لبيع القهوة، لوكالة "الأناضول".

لكن الساعات الأولى من صباح كل يوم، تُمثّل وقت "الذروة"، لبيع أكواب القهوة، للمارّين بالمحل، أو الموظفين.
كوب القهوة الذي يصنعه روقة يتراوح سعره بين 1 إلى 3 شواكل (الدولار 3.5 شيكل).

ويضيف قائلاً: " بالطبع في صباح كل يوم، يزيد الطلب على القهوة، في الطريق من أجل تحسين المزاج العام، وزيادة نسبة التركيز".
ولا تقتصر أوقات احتساء القهوة في الصباح، إنما بالتزامن مع موعد "العصر"، ينتشر الناس على الطرقات، ويتوزعون على المقاعد المُطلّة على بحر غزة، كلّ يمسك بكوب قهوته ويحتسيه ببطيء.

ومن العادات الثابتة بغزة، تقديم القهوة السادة في بعض المناسبات، كالأعياد، وبيوت العزاء، وفي الأفراح أيضاً.

ويحتفل العالم في الأول من أكتوبر/ تشرين أول من كل عام، باليوم العالمي للقهوة؛ حيث تُعرض القهوة خلال الاحتفالات كأحد أكثر المشروبات شعبية في العالم.

وبحسب المنظمة الدولية للقهوة (مقرها لندن)، فإن العالم يستهلك نحو 3 مليارات كوب من القهوة يوميا.
ووفق المنظمة، فإن تكلفة إنتاج القهوة في المزارع زادت، ما أدى انخفاض المدخولات التي تعود على المزارعين وعائلاتهم بنسبة 30% مقارنة مع السنوات العشرة الأخيرة، الأمر الذي يُهدد سُبل عيشهم.

ويستورد قطاع غزة نحو 2500 طن من حبوب القهوة سنويا، بواقع استهلاك يتراوح بين 6-7 أطنان يوميا، وفق ما صرح به، المتحدث الإعلامي باسم وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني بغزة، عبد الفتاح أبو موسى.

وقال أبو موسى لوكالة الأناضول إن فلسطين، بحسب تقارير نشرت العام الماضي، تأتي في المرتبة الثانية بعد لبنان، في استهلاكها للقهوة، مرجعا ذلك إلى أن "بلاد الشام من أكثر البلدان المُستهلكة لها".

واعتبر أن استهلاك قطاع غزة للقهوة يأتي ضمن المعدلات الطبيعية، لافتا إلى وجود زيادة نسبية للاستهلاك في الآونة الأخيرة، وبيّن أن ما يزيد عن الـ 90% من القهوة المطحونة، التي يتم استهلاكها في قطاع غزة، هي إنتاج محلي بالدرجة الأولى.

وينشط في قطاع إنتاج القهوة وتسويقها، أكثر من 20 مصنعا كبيرا ومطحنة صغيرة، بحسب أبو موسى.

ورغم الحصار الإسرائيلي المستمر للعام الـ13 على التوالي، والذي ساهم في تدمير القطاع الصناعي بغزة، إلا أن مصانع إنتاج القهوة كانت الأقل تضررا.

وأرجع أبو موسى ذلك إلى بساطة وقلة تكاليف خط إنتاج القهوة، وطحنها، لافتا إلى أن هذه المصانع لا تحتاج لخط إنتاج معقد كما في المصانع الغذائية والمنشآت الصناعية الأخرى.

وأشار إلى أن نحو 6 آلاف منشأة صناعية وتجارية، استهدفتها إسرائيل خلال الحرب التي شنّتها على القطاع، صيف عام 2014، وعن أسعار القهوة بغزة، قال أبو موسى إن متوسط ثمن كيلوجرام، يبلغ نحو 10 دولارات أمريكية.

وأضاف إن أسعار القهوة بغزة مناسبة لغالبية الشرائح الاجتماعية، لافتا إلى وجود تدني في أسعارها نظراً للمنافسة بين المصانع والمطاحن إلى جانب اختلاف حجم الطلب بين الفترة والأخرى، ما يجعل هناك فائضا في العرض، الأمر الذي يدفع أصحاب هذه المصانع لتخفيض أسعار القهوة من أجل تسويقها.