النجاح الإخباري - كتب الصحفي عمرو طبش من غزة:
والله كم مرة وقفت أمام شاحنات المساعدات، أراها تقترب، وأعلم أنني أستحق كيس طحين واحد فقط، مثل أي مواطن جائع في هذا البلد المنكوب، ومع ذلك لم أمد يدي، لم أجرؤ على حمل شيء ليس لي وحدي، بل هو حق كل جائع وكل محتاج مثلنا. في كل مرة كنت أنتظر بشغف أن تصل المساعدات إلى المخازن، حتى توزع بطريقة عادلة ومنظمة، ولكن في كل مرة كانت تنهب، يسرق حقنا علنًا، وتزداد بطوننا فراغًا وجوعنا وحشية. الذين يسرقون المساعدات ليسوا جائعين، بل لصوص لا يعرفون الشرف، ينهبون الطعام من أفواه الأطفال، ثم يبيعونه في السوق السوداء بأسعار خيالية، لا طاقة لنا على شرائها. والأدهى، أن بعضهم يبرر هذه السرقة، يتفنن في إعطاء أعذار كاذبة لنهب الحرام، لكن من يأكل من دماء الجائعين ويبرر لنفسه ذلك، فلينتظر عدل الله، فإن الظلم لا يمر دون حساب، والحرام لا يثمر إلا لعنة.
سرقة المساعدات ليست فقط خيانة للأمانة، بل طعنة في قلوب الجائعين، وكل من يبررها، شريك في الجريمة، فلتعلموا أن رب الجائعين لا ينام، وعدله آتٍ، وإن تأخر.