النجاح الإخباري - في وقت تُغرق فيه شاشات العالم بصورٍ لأطفال غزة وهم يواجهون المجاعة، يذكّرنا هذا النص العفوي بما هو أعمق من الأزمة الآنية: أصالة الغزّي وكرامته وكرمه الممتد عبر الأجيال. هو ليس دفاعًا عن صورة، بل شهادة على تاريخٍ من النُبل والعزّة… في مواجهة خطاب يختزل غزة بالجوع وحده.
كتب الناشط مؤيد وشاح من عمق الجوع والوجع في غزة :
"عمره الغزاوي ما كان جوعان.. بتذكر بالأعراس، لما كان الجيران يباركوا للعريس، كانت شوالات السكر والرز تعبي مقطورة.
وبتذكر كمان لما كانت تصير زيارات بين الناس، عمرهم ما دخلوا إيدهم فاضية، دايمًا معاهم فواكه، حلويات، طقوم فناجين أو صحون.
وبالأفراح، كل المخيم أو الحارة كانت تقعد تاكل رز ولحمة طازة، كأنو العرس عرس الكل مش بس أهل العريس.
والأهم من كل هاد، لما أي حدا يجي عبيت غزاوي، ما كان يطلع إلا ما ياخد واجبه، حتى لو بنص الليل.
وما بنسى موقف صار معنا ببيت حانون، كنا نوزع كروت فرح لابن عمي، ودقينا باب الناس، سلّمناهم الكرت وبدنا نمشي، شدنا الراجل وقال،، وين رايحين؟ لازم تقعدوا تشربوا اشي، ولو ما قعدتوا هقعدكم عالحق، هاد عُرف عند الحوانين.
الغزاوي عمره ما كان جعان، ولا مد إيده لحد.
وكتير ناس لليوم، مستعدين يموتوا من الجوع ولا يطلبوا من حدا شي.
هاد بس نبذة بسيطة عن شو يعني تكون غزاوي.
لأنه في ناس بتفكرنا جعانين... لا يا عم، احنا أولاد عز، وأصول، وبنوزع كرم على العالم كلّه."