ماجد هديب - النجاح الإخباري - علينا أن ندرك أن الفلسطينين ما زالوا في حالة من التيه والضياع ولم يتعلموا من أخطاء أسلافهم رغم تعاقب الانتفاضات والثورات , وعلينا أن ندرك أن قضية فلسطين لم تعد قضية العرب والمسلمين حيث نجحت دول الاستعمار بمراحل متصلة ومتلاحقة من تحقيق الانفكاك والانفصال  من خلال الدويلات والمشايخ  التي أنشأتها في أعقاب الحرب الاولى , كما علينا أن ندرك الا قانون دولي ولا قانون دولي إنساني، ولا حتى حقوق انسان للعرب, وإنما جاءت تلك القوانين للسادة وليس العبيد، رغم أننا لم نصل بعد لمرحلة العبودية بنظر تلك الدول التي أقرت تلك القوانين، وإلا ما كان للعالم أجمع أن يصمت على ما يتعرض له سكان غزة من إبادة جماعية، فهل يتحمَّل الفلسطينيون وحدهم ما وصل اليه العالم من انحطاط في القيم والأخلاق نتيجة الصمت على ما يجري لقطاع غزة, أم أن القيادات الفلسطينية وحدها من تتحمل المسؤولية الأكبر في وصول الغرب لذلك الانحطاط؟!
 منذ أن نشأ الانقسام بين الفلسطينيين ونحن نكتب لنحذر أنه اذا لم ينتهِ الانقسام، وإذا ما استمرت حركة حماس في إجراءات الانفصال عن تجربة الكيانية الفلسطينية فإنها ستدفع جميع الفلسطينين لمقصلة الإعدام، وهذا ما يجري الأن, فما هو الحل إذًا لإنزال الفلسطينيين عن منصة الإعدام ووقف المجرم من الاستمرار في تنفيذ تلك الإعدامات من أجل الوصول الى مرحلة نستطيع فيهإ اعادة اثبات وجودنا كهوية وقضية.
إن العبيد الذين حققوا حريتهم كانوا يعيشون قبل نيل حريتهم في مرحلة أسوأ مما نعيشه نحن الفلسطينيون, ولكن الفرق هو أنَّ العبيد كانوا قد نالوا حريتهم في ظل قيادة حكيمة بعيدًا عن الاعتباطية والفوضوية في طرح البرامج والاستراتيجيات وبعيدا أيضا عن الشعارات.
على حركة حماس إذا ما أرادت لشعبنا الحياة، وإذا ما أرادت للقضية استعادة حيويتها، وإذا ما أرادت للعالم الحر  أن يعود مجدّدًا للالتفاف حول الدفاع عن حقنا في إقامة دولة مستقلة أن تعلن الموافقة على الورقة المصرية التي كانت قد تنصَّلت منها بعد الموافقة عليها عام ٢٠٢١، كما عليها أن ترتدي عباءة منظمة التحرير  مع تبني  برامجها رغم اختلافنا حول ما وصلت اليه تلك المنظمة من ترهل وتيه نتيجة الخلط ما بين المنظمة والسلطة والمقاومة وأحداث التناقض فيما بينهما وهذا هو سبب ما وصلنا اليه،  ليس منذ تولي حركة  حماس مقاليد الأمور في قطاع غزة عقب سيطرتها العسكرية بل منذ ان سيطر الإنجليز على فلسطين وقبل إصدارهم لوعد بلفور الذي ما كان لهذا الوعد أن يتحقق لولا فوضوية الفلسطينيين واعتباطهم في طرح البرامج والاستراتيجيات وطريقة اتخاذ القرار وهذا هو سبب دفع الاحتلال لأن يكون أكثر إجرامًا في حرب الإبادة على غزة ,وهذا هو أيضا سبب صمت العالم على ما تتعرض له غزة من إبادة .