نابلس - رامي مهداوي - النجاح الإخباري - شاءت الأقدار أن أشارك مصادفة بدعوة من أخي الكبير معين الطاهر مدير عام المركز العربي للدراسات والأبحاث، يوم الأربعاء الماضي، في العاصمة الأردنية؛ بلقاء حول دراسة بعنوان "الأرشيفات في إسرائيل والرواية التاريخية الإسرائيلية والنكبة: كشف النقاب عن التقرير الذي يدحض الرواية التاريخية الإسرائيلية" للباحث الصديق د. محمود محارب.
يجب أن أذكر أن هذه الدراسة صدرت عن مركز "مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية والتطبيقيّة"، كشفت فيه النقاب عن التقرير الذي يدحض "الرواية التاريخية الإسرائيلية" ذلك من خلال التفكير بالأرشيفات الإسرائيلية بوصفها أداة لبلورة أساطير حول تاريخ تأسيس الدولة والنكبة الفلسطينية.
أثناء عرض محارب لمداخلته المحكمة؛ وبسبب كمية المفاتيح العقلية التي وضعها أمامنا بخصوص هذا الموضوع المهم الغائب عنّا، رحل عقلي إلى كتابين، الأول "الطنطورية" لرضوى عاشور والثاني "فكرة إسرائيل.. تاريخ السلطة والمعرفة" لإيلان بابيه.
تداخل كل من محارب وعاشور وبابيه في عقلي بين الحقيقة والتاريخ والمستندات والأرشيف والرواية والتحليل وصور المقابر الجماعية والمذابح والخرائط والتاريخ الشفوي، وما تطرحه الصهيونية لتطويع المؤسسة الأكاديمية بجانب السينما والدراما والإعلام من أجل تسويق الرواية الإسرائيلية وتأسيس تاريخ قديم وحديث للدولة الإسرائيلية، رواية مصممة بما يجعل هناك مبررات لعمليات القتل والتهجير التي شنتها العصابات الصهيونية بحق السكان الأصليين المتمثل في الشعب العربي الفلسطيني!!
ما قام به محارب جعلني أستفسر عما بعد كشف النقاب؟؟ هل سنقوم بتعزيز وتمكين الأرشيف الوطني الخاص بقضيتنا الفلسطينية؟ هل سنقوم بتقوية الانتماء والولاء للهوية الوطنية وتعزيز هذه القيم السامية في النفوس العربية، وغرسها في وجدان المجتمع الدولي، بوصفها لازمة من لوازم الإنسانية، ووسيلة من وسائل حماية الإرث والتاريخ الوطني.
ما بعد كشف النقاب مهم كأهمية الأرشيف بما هو وثائق متعددة المحامل ومصدر للمعلومات لأن يكون ركيزة أساسية من ركائز تحقيق العدالة لقضيتنا الوطنية ولتاريخنا، ولتحقيق أهدافها المتمثلة في كشف الحقيقة وتحديد المسؤوليات. ما بعد كشف النقاب يتمثل بوضع الخطط الإستراتيجية وبيانات الرؤية كعناصر تساهم في شفافية تاريخنا الوطني، بالإضافة إلى تشكيل سلوك معياري لأي رواية صهيونية من أجل تعريتها.
تساعدنا السجلات في المطالبة بحقوقنا كشعب تحت الاحتلال، ومحاسبة الاحتلال على أفعاله، وتوثيق تاريخنا كأمة عربية. من خلال تماسك الرواية الفلسطينية بمعززات إضافية، تضمن الأرشيفات أن الأجيال القادمة من العرب والفلسطينيين ستكون قادرة على استكشاف تاريخنا المسلوب بالقوة لكننا الآن نمتلك قوة المنطق.... آن الأوان أن نفكر ما بعد كشف النقاب؟!