رامي مهداوي - النجاح الإخباري - خلال الأسبوع الماضي تابعت عدداً من القضايا المجتمعية والسياسية والاقتصادية، ولاحظت أن هناك حالة من الترهل والضعف البنيوي داخل أغلب مكونات مؤسسات المجتمع على صعيد التعامل مع الأزمات من مفهوم التواصل بين المواطن وحقه في معرفة الحقيقة، وما يحدث على أرض الواقع، ما أدى إلى خلق حالة من تيه المواطن وكفره بكل ما هو محيط به. لهذا مقالي هنا موجه إلى أصحاب القرار الذين يتمسكون بعقليتهم القديمة، كل حسب موقعه كنصيحة فقط.
لهذا أتمنى عليكم الأخذ بعين الاعتبار أن البيئة الإعلامية الجديدة ديناميكية وتستمر في التطور بطرق جديدة سريعة غير متوقعة، ولها عواقب وخيمة على كافة مجالات الحياة.
لقد غيرت وسائل الإعلام الحديثة بشكل جذري الطريقة التي تعمل بها المؤسسات والطريقة التي يتواصل بها القادة ومشاركة المواطنين، وسائل الإعلام المجتمعية تعمل على إنتاج ونشر وتبادل المحتوى على المنصات وداخل الشبكات التي تستوعب التفاعل. لقد تطورت بسرعة خلال العقود الثلاثة الماضية، واستمرت في التطور بطرق جديدة. وسائل الإعلام الجديدة لها آثار واسعة النطاق على الحكم الديمقراطي والممارسات السياسية. لقد غيرت جذرياً الطرق التي تعمل بها المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات الأهلية. لقد غير الإعلام الحديث نظام الإعلام السياسي وأعادوا تحديد دور الصحافيين. لقد أعادوا تحديد كيف ينخرط المواطنون في جميع مجالات الحياة.
أدى ظهور وسائل الإعلام الجديدة إلى تعقيد نظام الإعلام. وسائل الإعلام الموروثة التي تتكون من مؤسسات إعلامية راسخة سبقت الإنترنت، مثل الصحف والبرامج الإذاعية والبرامج الإخبارية التلفزيونية أصبحت تتعايش مع وسائل الإعلام الجديدة التي هي نتاج الابتكار التكنولوجي. بينما تحافظ الوسائط القديمة على تنسيقات مستقرة نسبياً، فإن مجموعة الوسائط الجديدة، والتي تشمل مواقع الويب والمدونات ومنصات مشاركة الفيديو والتطبيقات الرقمية والوسائط الاجتماعية تتوسع باستمرار بطرق مبتكرة.
تؤدي وسائل الإعلام عدة أدوار أساسية في مجتمع ديمقراطي، والغرض الأساسي منها إعلام الجمهور، وتزويد المواطنين بالمعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات مدروسة حول ما يحيط بهم من أبسط الأمور إلى أعقدها. تعمل وسائل الإعلام كجهات رقابة تتحقق من كافة إجراءات المؤسسات، ويوفرون منتدى للتعبير السياسي.
لهذا توسعت وسائل الإعلام الجديدة وقوضت الأدوار التقليدية للصحافة في كل المجتمعات. فقد زادوا بشكل كبير من إمكانية وصول المعلومات لكل المواطنين. إنها تمكن من إنشاء ساحات رقمية عامة حيث يمكن مشاركة الآراء بشكل مفتوح. لقد أنشؤوا طرقاً جديدة للمشاركة تسمح للجمهور بالاتصال بطرق جديدة مع الحكومة، والمساهمة في تدفق كافة المعلومات من السياسية وحتى أصغر الأمور داخل المنزل.
لهذا كله، نصيحة لكل مسؤول أينما كان موقعه، المبادرة بسرعة الرد في أي معضلة تواجهها في عالمنا الحالي هو أكثر من نصف نجاحك في حلها، لا تنتظر كثيراً، كلما انتظرت كلما زادت الأمور تعقيداً. نحن في عالم متغير سريع، الثانية لها ثمن في معيار المعرفة، لذلك على كافة مؤسسات الوطن تطوير لغتها التكنولوجية من أجل سرعة التواصل مع الفئة المستهدفة لديها حتى تضمن نجاحها وديمومتها ضمن قاعدة "من لا يتقدم يتقادم".