د. دلال صائب عريقات - النجاح الإخباري -  

بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي تم اعتماده من قبل الجمعية العامة عام 1977 وقد اختارت الجمعية العامة يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر باعتباره اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني حسب (القرار 32/40) امتداداً لذلك التاريخ من عام 1947 حين تبنت الجمعية العامة قرار تقسيم فلسطين (القرار 181).

ومنذ عام 1977 يتم إحياء هذه المناسبة بشكل سنوي، ويعتبر هذا الْيَوْم فرصة لتذكير المجتمع الدولي بأهمية توحيد الجهود من أجل إنهاء المظالم التاريخية الطويلة الأمد للشعب الفلسطيني، وضمان حقوقهم الأساسية غير القابلة للتصرف وتطلعاتهم المشروعة للاستقلال والسيادة حسب نظام الامم المتحدة.

لا يزال العالم يتذكر اليوم التاريخي 29 نوفمبر 2012 ، عندما تمكن الفريق الوطني الفلسطيني برئاسة الدكتور صائب عريقات من تمرير قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة لقبول فلسطين كدولة مراقبة غير عضو بموجب القرار 67/19.

هذا الاعتراف والإنجاز الدبلوماسي الكبير في تاريخ القضية الفلسطينية وعلاقاتها الدولية لا يكفي لتصحيح الإنكار التاريخي المستمر لحقوق الفلسطينيين ولا للوفاء بالتزامات المجتمع الدولي والأمم المتحدة تجاه إنهاء أطول احتلال في التاريخ الحديث.

لقد شهد العالم أجمع الظلم الذي مورس بحق الأجيال المتعاقبة في فلسطين، الذين ينتظرون العودة إلى أرضهم وحياة كريمة. يشهد العالم اليوم انتهاكات إسرائيلية يومية، مدعومة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي فرضت وقائع جديدة على الأرض تحرم الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية غير القابلة للتصرف، وتقوض حل الدولتين، وتتعارض مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وآخرها قرار مجلس الأمن رقم (2334) الخاص بالاستيطان.

الْيَوْم نشهد المزيد من التوسع الاستيطاني التي تترجم خطط الضم الاسرائيلية De Facto على الارض كجزء من المشروع الكولونيالي الصهيوني على حساب المواطنين الفلسطينيين العزل، الذين يعانون من هدم منازلهم ومصادرة أراضيهم وتهجيرهم قسرا كضحايا جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني. يراقب العالم أيضًا المحاولات الإسرائيلية لتصفية قرار الأمم المتحدة رقم 194 الخاص باللاجئين الفلسطينيين وإغلاق الأونروا واعتراف ترامب أحادي الجانب بالضم الإسرائيلي غير القانوني للقدس الشرقية.

وفِي العام 2005 بموجب قرار 60/37 المؤرخ 1 كانون الأول/ ديسمبر، طلبت الجمعية إلى اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف وشعبة حقوق الفلسطينيين في المنظمة الدولية، كجزء من الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، لمواصلة تنظيم معرض سنوي حول حقوق الفلسطينيين أو حدث ثقافي بالتعاون مع بعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى الأمم المتحدة. وهنا أود أن أعرب عن خالص امتناني لأصدقاء وداعمي دولة فلسطين والأمم المتحدة والمواطنين الأحرار في هذا العالم على الدعم اللامتناهي الذي يقدمونه للمواطنين الفلسطينيين وحقوقهم غير القابلة للتصرف.

إن الشعب الفلسطيني يستحق أكثر من مجرد رسالة رمزية سنوية او احتفالية او معرض او مؤتمر دولي للتضامن والإدانة. من الآن فصاعدا، علينا مطالبة منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتتحمل المسؤولية الكاملة لإنهاء معاناة الفلسطينيين بشكل مرضٍ وفق القانون الدولي وحل الدولتين. لذلك حان الوقت للأمم المتحدة ومؤسساتها لإثبات تضامنها الحقيقي لإحياء آمال الأمة الفلسطينية من خلال إنهاء الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطين كدولة كاملة العضوية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بحدود مستقلة للعيش بأمن وسلام.

ـ د. دلال عريقات: أستاذة الدبلوماسية والتخطيط الاستراتيجي، كلية الدراسات العليا، الجامعة العربية الامريكية