نابلس - عمر حلمي الغول - النجاح الإخباري - اليوم تحل الذكرى الثالثة والأربعون ليوم الأرض الخالد، الذي دشنته جماهير الشعب في الجليل والمثلث والنقب والساحل في ال30 من آذار/ مارس 1976 دفاعا عن الأرض الفلسطينية العربية، وردا على مخططات "يسرائيل كينغ" تهويد ومصادرة 20 الف دونم من الأراضي الفلسطينية في البطوف لتعزيز حضور المستعمرين الإسرائيليين هناك، وعلى حساب المسطحات السكانية للقرى والبلدات والمدن الفلسطينية العربية، وكان القرار أتخذ في 29 من شباط/ فبراير من ذات العام، وعلى إثر ذلك تداعت اللجنة القطرية الفلسطينية، وأعلنت التصدي للمخطط الإجرامي الصهيوني، الذي توج في الثلاثين من شهر الشهداء والعطاء والكرامة الفلسطيني.
في ذلك اليوم أضاء الفلسطينيون في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل قناديل الدفاع عن الأرض والهوية والتاريخ والأهداف الوطنية، ومواجهة التحدي الصهيوني البشع، وقدموا على مذبح التشبث بالأرض ثلاثة عشر شهيدا من سخنين ودير حنا وعرابة البطوف، والعديد من الجرحى. ورغم الخسارة الفادحة في الأرواح، إلآ ان هبة الأرض عمقت وحدة الأرض والشعب والأهداف الوطنية في كل فلسطين التاريخية وفي الشتات. 
ومازال ذلك اليوم يعتبر نبراسا، وسراجا، وعنوانا، ومنبرا ومحطة للدفاع عن الأرض والهوية ومصالح الشعب العربي الفلسطيني العليا، وهو اليوم عبر انطلاق فعالياته في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل والضفة وفي مقدمتها القدس العاصمة الأبدية والقطاع والشتات والمهاجر، انما يكرس وحدة الشعب، كل الشعب وقواه ونخبه السياسية، وقطاعاته الأكاديمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والدينية ومن الجنسين، ومختلف الفئات العمرية في الدفاع عن الأرض والحقوق غير المنقوصة، والثوابت الراسخة رسوخ جبال فلسطين، ووفق شروط كل تجمع من تجمعات الشعب في الداخل، وداخل الداخل (48) وفي الشتات والمهاجر. كما ويؤكد الشعب ان لا نتنياهو ومن لف لفه من الصهاينة اليمينيين والمتطرفين والفاشيين، ولا قانونه "الأساس ليهودية الدولة"، ولا ترامب وإدارته وصفقة قرنه المشؤومة، ولا أية قرارات تهويدية إسرائيلية، أو أميركية مزاودة على قادة الصهيونية كمثال بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة أو جزء منها، أو محاولة تعويم حركة الانقلاب الأسود الحمساوية في السيطرة على محافظات الجنوب، جميعها لن تمر، وستصطدم بصخرة الصمود البطولي للشعب، الذي سيحيل كل تلك القرارات والتوجهات إلى رماد اسود كوجه الصهيونية والترامبية العنصري. 
وان محاولات قيادة حركة حماس الانقلابية ركوب فعاليات الكفاح البطولي للشعب في الدفاع عن أرضه ومشروعه الوطني ستفشل، لان الجماهير، التي ستخرج إحياء لذكرى يوم الأرض، ودفاعا عنها، وعن باقي حقوقها وثوابتها الوطنية، لن تقبل لفرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، أن تستثمر نضالها وعطاءها، لانها تدرك ان الحركة التي تطلق ميليشياتها المسعورة في شوارع محافظات القطاع لتكسير عظام الجوعى والمسحوقين والفقراء والعاطلين عن العمل ومنتسبي فصائل العمل الوطني وخاصة حركة فتح خلال الاسبوعين الماضيين من آذار/ مارس الحالي (2019)، لا يمكن ان تكون أهلا لتمثيلها، لانها حركة متناقضة مع المشروع الوطني، وثوابت الشعب الفلسطيني، وهي ليست أكثر من حركة مأجورة، وبندقيتها، التي تدعي انها "مرفوعة" في وجه الاحتلال، ليست سوى بندقية للإيجار، ولخدمة مشروع جماعة الإخوان المسلمين أداة الغرب الرأسمالي، وشريكة الصهيونية من حيث تريد، أو لا تريد في تنفيذ عملية فصل قطاع غزة عن باقي الوطن الفلسطيني، ولتأبيد الإمارة الإخوانية على حساب هدف الحرية والاستقلال وتقرير المصير والعودة. 
يوم الأرض سيبقى يوما للحرية، وللتلاحم والوحدة الوطنية، ويوما لفضح وتعرية كل المتآمرين على حقوق وثوابت الشعب العربي الفلسطيني، ويوما لفضح دعاة التطبيع المجاني، ويوما لكشف زيف الانقلابيين ومخططهم الجهنمي التفتيتي، ويوما للرد على ترامب ونتنياهو ومن لف لفهم من عرب وعجم لتمرير المشروع التصفوي على حساب المشروع الوطني التحرري.
[email protected] 
[email protected]

الحياة الجديدة