خلف خلف - النجاح الإخباري -
نحن ناكرون للمعروف إن لم نقدر الجهد المبذول لإنجاح المصالحة... ومتعصبون إذا لم ندعمه... وخائنون إن عملنا ضده. فالطريق باتت سالكة والمصالحة لها الحق في المرور! 
لذلك دعوها تمر، فلم يعد أمامنا سواها لتحقيق الوحدة والوفاق والانسجام لإغلاق صفحة الانقسام بكل تفاصيله وتبعاته.

وفي قراءة أولى لاستلام الحكومة مهامها في قطاع غزة والالتفاف الجماهيري حولها، يمكن تسجيل ثلاث نقاط:

1-    الشعب تواق إلى الوحدة الوطنية أكثر من أي وقت مضى.
2-    الاستقبال الشعبي للحكومة في غزة يقوي موقفها ويزيد ثقل المسؤولية الملقاة عليها.
3-    تمتعت الحكومة في زيارتها إلى غزة بخطاب واقعي، ولم تطلق الوعود الرنانة ولم تبيع الأوهام.

-"من يتعجل كثيرًا يتعثر" –

لذلك دع عنك المتعجلين والمطالبين برؤية نتائج المصالحة سريعًا، فحتى نكون واقعيين، فان وضع حد لعقد من الانقسام لن يكون بجلسة هنا أو لقاء هناك، بل يتطلب الأمر التحضير والإعداد المسبق والتنفيذ المحكم المبني على منهجية ثابتة، فتصحيح المسار لا يحتاج إلى عينيين مفتوحتين فقط، وإنما إلى عقل مفتوح أيضًا وهدوء وصبر وثبات وعزيمة وإرادة، وهو ما يدركه جيداً رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله الذي شدد في جميع لقاءاته على أن تخفيف معاناة قطاع غزة أولى أولويات حكومته، وقال في خطاب الوصول إلى القطاع: "إننا ندرك تماماً أن الطريق لا يزال طويلاً وشاقا وأننا سنصطدم بالعقبات والتحديات، لكن شعبنا الذي نهض من حطام النكبة ومأساة التشرد قادر اليوم على النهوض من جديد  من بين  الدمار والمعاناة...".

إذًا، من قال إن طريق المصالحة مفروشة بالزهور والورود، وهنا دعونا نستعير عبارة سوامي فيفكياناندا، حين قال: "في اليوم الذي لا تواجه فيه أية مشاكل، تأكد أنك في الطريق غير الصحيح". 

المتمعن بتصريحات رئيس الوزراء يلمس الكثير من الرسائل فهو يؤكد أن طريق المصالحة شاق، ولكنه في الوقت ذاته يؤمن بقدرة الشعب على النهوض من بين الركام. وكأنه يريد القول "من استطال الطريق ضعف مشيه".

-"على قدر العزم تأتي العزائم"-

عملت حكومة الوفاق طوال السنوات الماضية في ظروف صعبة، يعتريها الانقسام ونصب "الفخاخ"، وان ما سجلته من إنجازات لم يأت بمحض الصدفة، إنما بفضل حنكة رئيس الوزراء الذي يعمل بصمت.

ونجحت الحكومة حتى الآن في مهامها في قطاع غزة بتمتين الجبهة الداخلية عبر لقاءات مع قادة الفصائل ورجال الأعمال والشباب، وصورة الشاب الغاضب خلال لقاء رئيس الوزراء لهم في غزة بتاريخ 4/10/2017 لا تزال تحفر مخيلتي، وتتردد كلماته كمطرقة في عقلي، كيف صمدت غزة كل هذه السنوات أمام الحصار والحروب والقهر؟

وأخيرًا نقول لفصائل العمل الوطني، ساعدوا بعضكم بعضا، فواحدكم ليس وحيدًا في الطريق، بل هو جزء من قافلة تمشي نحو الهدف.