منال الزعبي - النجاح الإخباري -   

أمعاء تتقلص وأعضاء تضمر كأحلام أصحابها وطموحاتهم الموءودة في سجون الجَلد الإسرائيلي، صودرت حرياتهم فأصبحوا أسرى بأحكام عالية تصل في أغلبها إلى المؤبدات لكنَّ من حق هؤلاء أن تصان كرامتهم وإنسانيتهم وإن كانوا لدى جهة لا تعترف بالإنسانية ولا العرف ولا الأخلاق، وإنَّ ثورتهم الصامتة وإعلانهم الاضراب عن الطعام فإمَّا الكرامة أو الموت وكله في سبيل الله لموقف مشرّف، رغم أنّهم كف يلاطم مخرز الاحتلال الغاشم وها هو النزف قد بدأ بعد شهر كامل من الإضراب عن الطعام وكي الأمعاء بماء وملح لا غير.

أسرانا الذين اختلطت دموعهم المذروفة قهراً مع دمائهم التي يتقيأونها من بطن الكرامة ينتظرون أن يهب العالم لنجدتهم أو أن يبعث الله أصحاب الكهف العربي من رقدتهم.

خيم الاعتصام، وشرب الماء والملح، واضراباتنا عن الطعام، وإغلاقنا للشوارع، والهبَّات الفردية التي يشهدها الشارع الفلسطيني اليوم، هي مبادرات مدفوعة بالغيرة وقلة الحيلة ممن لا زال لديهم حس وطني إنساني إلا أنَّها لا تسمن ولا تغني من جوع ولن تخفف حدَّة الموقف، فإنَّ ناقوس الخطر يدق معلنًا النعي قريبًا ..

والسؤال لمن سيكون النعي؟ هل سيكون لبعض الأسرى الذين خارت قواهم وغلبهم الجوع وقتلهم القهر والذل؟ أم سننعي الضمير العربي والعالمي؟

ليتنا نقتل صمتنا وضعفنا وننتصر لقضيتهم العادلة نضم أجسادنا إلى أشلائهم فنكون كالعصي تأبى إذا اتَّحدت أن تكسرا

لا يستحق أسرانا منا أن نتركهم وحيدين في محنتهم ولن يغفر الله لنا صمتنا وتقصيرنا إن غيَّبهم الموت وسجّل التاريخ أسماءهم بالدم على سود صفحاتنا .

ألف وسبعمئة أسير فلسطيني تجف عروقهم اليوم وعائلاتهم تستصرخ بكلمات تبكي الحجر حسرة على أبناءها مطالبين المجتمع الدولي الحفاظ على ما تبقى من حياتهم خلف جدران الموت!