النجاح الإخباري - وداعاً صاحب الحنجرة الذهبية سمير حنا، ردّدها اللبنانيون بأسى حُزناً على رحيل أحد نجوم الفنّ اللبناني الأصيل منذ أكثر من 35 عاماً.

إنه الفنان المخضرم سمير حنا الذي غيبّه الموت عن عمر يناهز 74 عاماً بعد صراع مرير مع المرض، هو الذي طبع بعد عمر من العطاء الفنيّ تاريخ الفنّ اللبناني العريق بأغانيه اللبنانية المنوّعة التي غنّى فيها الحبّ والفرح والوطن والتراث اللبناني.

وفور شيوع خبر وفاة الفنان حنا ضجّت مواقع التواصل الاجتماعيّ بأغانيه الناجحة التي تجاوزت الـ300 أغنية، ونعاه محبّوه وعشّاقه ومتذوقو الفنّ اللبناني الأصيل الذين عشقوا أغانيه وأبرزها “معليش الله يسامحك” التي لحنّها له الفنان إلياس الرحباني والذي قدّم له 18 لحناً و”الليلة الليلة يا ويلي شو بدّو يصير” للفنان فيصل المصريّ و”كنّا نحبك” و”خصرك لما مال خصرك” للفنان ايلي شويري وصولاً إلى “يللي مش عارف اسمك” و”قالولي عنك دلوعة” و”ما زال بحب ربينا” و”قالولي كتبوا كتابا” و”لبسنا شراويل جدودنا” و”يا قمر لو رحت بعيد” للفنان غسان الرحباني الذي قدّم له هذا اللحن وهو بعمر مبكّر عندما كان في الرابعة عشرة من عمره وسواها من ألمع الأغاني التي اشتهر بها.

وعُرف الفنان الراحل سمير حنا بأنه عنتر الغناء وصاحب اللون الجبليّ الأصيل، ونعته نقابتا محترفي الموسيقى والغناء في لبنان، واصفة إياه بأنه “رمز من رموز الفنّ الجميل”، هو من مواليد العام 1946 من بلدة كرخا الجزينيّة وتزوّج من الفنانة هلا عون، ولهما ابنة تدعى ماريا، ثم انفصلا عن بعضهما لاحقاً. بدأ مشواره مغنيّاً في الرحلات وجوقة الكنيسة في منطقة عين الرمانة ثمّ في سهرة اكتشفه فيها الراحل سعيد فريحة صاحب “دار الصياد” فعرّفه على الشحرورة الراحلة صباح التي اصطحبته معها إلى أفريقيا.

وبكلمات مؤثّرة نعته مديرة أعماله نورما عبد الكريم التي آلمها رحيله فوصفته بالرجل الآدمي طالبة الرحمة لروحه: “رحيل الفنان الكبير سمير حنا. ألف رحمة على روحه. عزّ علي نشر هذا الخبر. أكتب كلمة وأتوقف دقائق. أنا مديرة أعماله نورما عبد الكريم. آلمني رحيله كثيراً، وقلبي يبكي دماً على هذا الأب والأخ والصديق. سمير حنا كان يتعالج بسبب هذا المرض الخبيث منذ بضعة أشهر، لكنني لم أنشر الخبر بيوم من الأيام”. وأضافت: “لأن سمير لا يحب أن يحمّل أحباءه ومعجبيه هموماً فوق هم لبنان والأوضاع المعيشية وكورونا، ولأن كل إنسان همّه يفوق الخيال. سمير حنا ماذا عساي أن أقول لك أو عنك وأنت الرجل المحترم الذي لم ينس الله يوماً والكنيسة تشهد لك. رحمك الله يا آدمي”.

وفي الختام نرّدد معك أيها الراحل سمير حنا أغنيتك الشهيرة “معليش الله يسامحك” على رحيلك المفاجئ عنّا وفي أصعب ظرف يمرّ به لبنان الحزين على ضحايا انفجار مرفأ بيروت، ونسألك “الليلة الليلة يا ويلي شو بدو يصير” و”شو عملنا لتجافينا” برحيلك المؤلم.