النجاح الإخباري - أكّد  مسؤولون أميريكيون في تصريحات متزامنة أنّ النظام السوري هو الذي استخدم السلاح الكيميائي في "خان شيخون" بإدلب الأسبوع الماضي، واعتبروا أنّه لا مستقبل لرئيسه بشار الأسد في سوريا.

فقد قال وزير الدفاع الأميركي "جيمس ماتيس": "إنّه ليس هنالك شك في أنّ نظام الأسد هو من اتخذ قرار الهجوم الكيميائي على خان شيخون ونفّذه الأسبوع الماضي.

وأضاف "ماتيس" -في مؤتمر صحفي مشترك بوزارة الدفاع في واشنطن مع قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي جوزيف فوتيل- أنّ سوريا ستدفع ثمنًا باهظًا إذا استخدمت مجددًا أسلحة كيميائية، قائلًا: إنّ الولايات المتحدة يجب أن تكون حازمة عندما يتعدى الأسد الخطوط الحمراء.

وحمّل المسؤولون الأميركيون النظام السوري المسؤولية الكاملة عن الهجوم الذي استهدف بلدة "خان شيخون"، وأدى إلى مقتل وإصابة المئات.

كما أشاروا إلى أنّ الولايات المتحدة لديها معلومات بأنّ موظفي القطاع الكيميائي العسكري السوري والروسي كانوا موجودين في مطار "الشعيرات" قبيل الهجوم.

وأكّدوا أنّ الهجوم الكيميائي لم ينفذ من طرف الجماعات الإرهابية أو المسلحة، متهمين روسيا بمحاولة إخفاء الأدلة حول تورط النظام السوري في الهجمات التي تستهدف المدنيين.

وطالب البيت الأبيض روسيا بالكشف عن المعلومات التي بحوزتها بشأن ما حدث في "خان شيخون".

تصريحات البيت الأبيض تأتي ردًا على إعلان الرئيس الروسي  "فلاديمير بوتين" في وقت سابق أنّ موسكو لديها معلومات بأنّ الولايات المتحدة تخطط لشن ضربات صاروخية جديدة على سوريا وإنّها تدبر لاختلاق هجمات بالغاز وإلصاق التهمة بالنظام السوري، وأضاف أنّ الوضع في سوريا يذكر بأحداث عام (2003) بشأن العراق.


مطالبات أمريكية برحيل الأسد


وعقب الضربة الأميركية التي جاءت ردًا على قصف "خان شيخون" بالكيميائي، بدت التصريحات في واشنطن أكثر وضوحًا بشأن رحيل الأسد، وهو ما لم يكن أولوية لدى الرئيس الأميركي "ترامب" في بادئ الأمر.

فقد أكّد المتحدث باسم البيت الأبيض "شون سبايسر" أمس الثلاثاء أنّ إحلال السلام والاستقرار في سوريا "ليس ممكنًا بوجود بشار الأسد على رأس السلطة".

واعتبر "سبايسر" أنّ الأسد أسوأ من هتلر، مشيرًا إلى أنّ الأخير لم يستخدم الغازات الكيميائية ضد شعبه كما فعل الأسد.

أما وزير الخارجية "ريكس تيلرسون" فقال إنّ من الواضح أنّ عهد أسرة الأسد يقترب من نهايته في سوريا.

وقال "تيلرسون" -في تصريحات صحفية أثناء اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في مدينة لوكا الإيطالية-: "إن الولايات المتحدة تأمل أن تتخلى روسيا عن دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد، لأن أفعالًا -مثل الهجوم الكيميائي الأخير- جردته من الشرعية.

بدوره طالب عضو الكونغرس الأميركي "جون ماكين" بوضع حد لما سماه "الجنون القاتل" للأسد.

ووصف "ماكين" الأسد بأنّه "مجرم حرب يجب أن يتنحى" عن السلطة، ودعا إلى محاربته أسوة بتنظيم الدولة الإسلامية.

وبشأن الموقف الأميركي من روسيا، شدّد المسؤولون  على ضرورة أن تنأى روسيا بنفسها عن النظام السوري، والتخلي عن دعمه.

وأعرب البيت الأبيض في الوقت نفسه عن استعداده للتعاون مع روسيا في مجال محاربة تنظيم الدولة داخل سوريا "إذا ما كان الروس مستعدين لهذا".

وقال: " إنّ روسيا تعزل نفسها باصطفافها إلى جانب أنظمة فاشلة كسوريا وإيران وكوريا الشمالية.