النجاح الإخباري - ما هو التعليم في الأزمات؟ التعليم في أي وقت من حالات الطوارئ أو الأزمات، عندما لا يتمكن الطلبة من الوصول إلى أماكنهم المعتادة وعلاقاتهم ومواردهم للتعلم، وربما يعانون من التعرض للصدمات وينقطعون بشكل كلي أو جزئي عن المدارس والجامعات.

 لماذا؟  لأن التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان. وتشكل الأزمات والطوارئ والصدمات تجارب الطلبة في التعلم والقدرة على التعلم بشكل قوي، مع أنها تحد من وصولهم إلى الموارد اللازمة للتعلم. ولكن من الضروري أن يستمر التعلم لأجل بناء الأمل والقدرة على الصمود بعد فترة الأزمة.

متى؟  الأزمات في العالم مستمرة وهذا الدليل يأتي لكل من يتعامل مع الطلبة أثناء الأزمات وقد تصل الأزمة أو الطوارئ فجأة، على الرغم من أنها تأتي أحيانًا في مواجهة صراع سابق أو مستمر. ويجب أن يكون المعلمون قادرين على الاستجابة بسرعة ولكن أيضًا عليهم أن يكونوا مؤهلين لذلك.

أين؟ الجامعات والكليات والمدارس في المناطق المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية والاحتلال وحالات الطوارئ الأخرى. وأيضًا، المعلمون الذين يدعمون الطلاب في هذه الإعدادات، لكنهم هم أنفسهم في مكان آمن نسبيًا.

لقد تم تطوير هذه المبادئ التوجيهية المقدمة في سياق محدد أثناء الحرب على غزة والانقطاع المستمر عن المدارس والكليات والجامعات وتهجير وقتل المعلمين والطلبة في غزة.

وقد استفادت هذه المبادئ التوجيهية من المعرفة والخبرة التي تم تطويرها في سياقات الأزمات الأخرى. ويتم تقديمها لدعم المعلمين في أي حالة من حالات التعليم الطارئة.

 

بيداغوجيا التعليم في الطوارئ

  • كن حاضراً شخصياً.
  • كن حاضراً أمام طلابك: افتح الكاميرا الخاصة بك، وشجعهم على فعل الشيء نفسه (كثيرون لن يفعلوا ذلك، ولكن استمر في تشجيعهم).
  • اكتب رسالة ترحيب للطلبة – قدم نفسك، واشرح كيف ستعملون معًا.
  • التواصل مع الطلبة بالتشجيع والتعاطف في جميع الأوقات. لكن أوضح أن علاقتكما تربوية وأنك هنا لمساعدتهم على الاستمرار بالتعلم: تعلمهم هو أولويتك.
  • وظف تفاعلات مدروسة مثل طرح الأسئلة والعمل الجماعي والتأملات.
  • كن محددًا ومتعمدًا بشأن كيفية بناء العلاقات مع الطلبة، مع توقع أنهم قد يحتاجون إلى فترة أطول من الطلبة في الظروف المعتادة.
  • قم بإعطاء تفاصيل عن ساعات العمل الخاصة بك والساعات المكتبية ومعلومات الاتصال الخاصة بك ولكن ضع حدودًا للحفاظ على صحتك العقلية وقوتك، ولحماية عملية التعلم.
  • عبر الإنترنت، حافظ على خلفيتك محايدة ولا تأكل أو تشرب أثناء التدريس، لتجنب تذكير الطلبة بالاختلافات بين وضعك ووضعهم.
  • تجنب إلقاء اللوم على الطلبة إذا لم يحضروا. وقم بتلخيص موجز   وذكّر الطلبة بكيفية تمكنهم من اللحاق بالركب، وقم بإدراج الجميع، مهما كان بعيدا عما وصلتم له.

بناء مجتمع تعلم وتعزيز الثقة:

  • شجع الطلبة على تحديد أنفسهم من خلال صورة يختارونها، حتى لو كانوا قد أوقفوا الكاميرات.
  • اجمع هذه الصور معًا في شريحة أو صورة واحدة، حتى يتمكن الطلبة من رؤية أنفسهم كجزء من مجموعة.
  • شجع ووجه الأنشطة بين الطلبة (مثل لعب الأدوار) والتفاعلات.
  • حدد أهدافًا ومعايير تعليمية واضحة للمنتديات النقاشية، وليس فقط للنقاش العام.
  • حتى إذا واجه الطلبة صعوبة في البداية للتفاعل، ذكرهم بأنهم جزء من مجموعة، وأنهم في مواقف متشابهة، ويمكنهم التعلم كثيرًا من بعضهم البعض.
  • التقييم ليس أولوية. فكر فيما إذا كان الطلبة قادرين ومستعدين للتقييم بعد أن يتم بناء الثقة وتحقيق التعلم بشكل جماعي.
  • كن مرنًا فيما يتعلق بالمواعيد: سيعمل الطلبة في أوقات مختلفة وبوتيرة مختلفة.
  • عزز شعور الأمان من خلال الثبات والانفتاح.

التعليم بإنترنت منخفض أو متقطع (النطاق الترددي المنخفض):

  • تذكر أن الطلبة لديهم اتصال ضعيف للمشاركة عبر الإنترنت، ليس لديهم مصادر للتعلم (كتب، ورق، أقلام، أجهزة رقمية).
  • تذكر ان الطلبة مكلومين ولذا فقدرتهم على التركيز والانتباه ضعيفة.. قد لا يكونون دائمًا في مكان يمكنهم فيه الوصول إلى المنهج الدراسي أو الدراسة بأمان.
  • اجعل القراءات قصيرة مع تعليمات واضحة لدعم القراءة والدراسة المستقلة.
  • قدم المواد بوسائط مختلفة، إن أمكن، لدعم أولئك الذين يستخدمون أجهزة من أنواع مختلفة.
  • قدم تعليمات واضحة جدًا لشرح المهمة والوقت والأدوات وما سيفعله الطلبة وكيف ستستجيب. كرر هذه التعليمات حسب الحاجة. اجعلها واضحة وقصيرة.
  • وفر بدائل غير متزامنة للدروس الحية المباشرة، بحيث تتيح للطلبة الفرصة للمشاركة أو إعادة المشاركة.
  • حدد أوقاتًا تكون فيها متاحًا للإجابة عن أسئلة الطلبة.
  • احتفل بكل إنجاز يقوم به الطلبة.
  • تعلم كيفية إنتاج موارد تعليمية بسيطة من مواد التدريس الحالية (انظر تدريب المعلمين).
  • أو ابحث عن موارد تعليمية مفتوحة ذات صلة ومتاحه (انظر تدريب المعلمين).
  • اطلب من الطلبة أفكارًا إبداعية حول وسائل الإعلام المتاحة ومواد التدريب.

بناء القدرة على الصمود من خلال التعليم:

  • حدد أي جوانب من الوضع الحالي يمكن استخدامها بشكل إيجابي في المنهج الدراسي (على سبيل المثال، لإعطاء الأمل أو منح المتعلمين خيارات ذات مغزى حول كيفية استجابتهم).
  • عزز التوقعات والثبات.
  • علم استراتيجيات "تغيير التركيز وإبعاد التشتت" عندما يواجه الطلبة أفكارًا سلبية.
  • استخدم الأنشطة بدلاً من النقاشات لمعالجة القضايا الحساسة.
  • اطلب من الطلبة مشاركة أمثلة خيالية بدلاً من قصصهم الشخصية، خاصة إذا كانت مؤلمة وحساسة.
  • شارك النهج التعليمي مع الطلبة حتى يفهموه ويشعروا بالدعم من خلاله.
  • ذكر الطلبة باستمرار أن تعلمهم قد لا يكون بديلاً للعلاج أو الدعم النفسي، لكنه يمكن أن يمنحهم الأمل والهدف، وهما نتيجتان نفسيّتان مهمّتان، بغض النظر عن الطريقة التي يختارونها لتحقيقهما.
  • ألهم وشجع وامدح الإنجازات؛ كما امدح الطلبة على المشاركة والتحفيز والصبر، حتى لو شعروا بأنهم لا يحرزون تقدمًا (قدم أمثلة على التقدم كدليل على النجاح، لأنهم قد لا يكونون مدركين له بسبب حالتهم الذهنية السلبية).
  • تذكر أن كل طالب فريد من نوعه، وقد يحتاج إلى نهج مخصص لهذه المبادئ لتناسب احتياجاته؛ كما أن احتياجاتهم قد تتغير خلال فترة التعليم تبعا للمستجدات للأزمة، لذا من المهم مراقبة احتياجاتهم وإعادة تقييم نهجك.
  • اطلب منهم مشاركة الاستراتيجيات التي تساعدهم في التعلم، بدلاً من التركيز على ما يجعل التعلم صعبًا.
  • إذا كان ذلك ممكنًا ومناسبًا، قم بربط مجموعات الطلبة مع مجموعات في دول أخرى حتى يتمكنوا من تجربة سياق أوسع. حافظ على تركيز هذه الروابط على الأنشطة التعليمية المشتركة. سيحتاج الطلبة المشاركون في هذه التوأمة إلى توجيه وتعليمات لدعم بعضهم البعض بدلاً من التعامل بتعالٍ أو الشعور بالإرهاق بسبب القضايا المتعلقة بالصدمات.

التقنيات والتكنولوجيا:

  • استخدم أدوات تكنولوجية بسيطة مع نقطة وصول واحدة فقط وواجهة تعلم واحدة مشتركة.
  • كن مرنًا ومستعدًا لتغيير الشبكات والوسائط لدعم الطلبة بشكل أفضل.
  • تأكد من توفير جميع المواد بأحجام ملفات صغيرة للتنزيل والاستخدام بدون اتصال بالإنترنت، على سبيل المثال كمرفقات للمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • استخدم صورًا منخفضة الجودة وتجنب استخدام الفيديو أو المواد التفاعلية والمعقدة.
  • لخص الملاحظات والقراءات.
  • استخدم ميزة التلخيص التلقائي والتسجيل للدروس المباشرة، بحيث يمكن للطلبة الذين لا يستطيعون الاتصال بالإنترنت في الوقت الفعلي المشاركة لاحقًا.
  • قدم المواد كنصوص بديلة إذا أمكن (مثل مخططات باوربوينت، النصوص المكتوبة).
  • يمكن عقد الجلسات المتزامنة عبر Zoom أو Teams أو أي تطبيق مؤتمرات فيديو متاح على الأجهزة المحمولة. ويجب ألا تشكل أكثر من حوالي 30٪ من وقت التعليم.
  • يجب أن يكون معظم التعلم غير متزامن على شكل قراءات، وأنشطة، ومناقشات، وأبحاث، واختبارات، أو حل مشكلات.
  • يمكن استخدام الموارد التعليمية المفتوحة لإثراء المقرر، ولكن يجب أن تكون ذات صلة بالموضوع وسياق الطلبة.

المنهج الدراسي

  • واضح وموجز
  • ركز التدريس على الموضوعات والمفاهيم الأساسية.
  • اجعل كل شيء آخر اختياريًا أو كـ "أعمال إضافية" يمكن للطلبة معالجتها إذا كان لديهم الوقت والطاقة.
  • اجعل المواضيع قصيرة وقسمها إلى أهداف قابلة للتحقق، كل منها مع مهمة ونتيجة واضحة.
  • وفر مصادر تعلم إضافية يمكن للطلبة الرجوع إليها إن كانت ظروفهم تسمح بذلك.
  • بسط المادة واعرضها بعدة طرق لتتلاءم مع حالات الطلبة المتغايرة.

الدعم النفسي والاجتماعي (التدريس المراعي للصدمات):

  • ركز على الأمل والغد الأفضل وبث حالة تفاؤل وإيجابية دون مبالغة.
  • -يجب أن يكون لدى الطلبة إمكانية الوصول إلى دعم نفسي اجتماعي متخصص، بشكل مستقل عن عملية التعليم.
  • اعرف كيف تحدد تأثير الصدمات الجسيمة ووجه الطلبة إلى الدعم الذي يحتاجونه.
  • كن على دراية بوقت حاجة الطالب إلى الانسحاب من الفصل – ربما بشكل مؤقت – من أجل رفاهيته ورفاهية الطلبة الآخرين.
  • تذكر أن الصدمات قد تؤثر على قدرة الطلبة على التعلم والعمل بشكل مستقل والنمو والنجاح.
  • إذا كان الطلبة مضطربين، حاول إرجاعهم إلى هدف الدرس واشرح لهم أن التعلم سيساعدهم على التركيز على أفكار أكثر إيجابية، دون تجاهل مخاوفهم.
  • حفزهم على التعلم بالتركيز على الأمل والصمود حتى عندما يكون المستقبل غير مؤكد.
  • توقع ردود فعل غير متوقعة: مثل أن يكون الطلبة مستائين أو حزينين أو يبكون أو قلقين أو متيقظين بشكل مفرط، أو يعبرون عن انفجارات غضب، أو يتصرفون بطريقة منطقية دون إظهار أي مشاعر، أو إنكار المشاعر السلبية – أحيانًا رغم وجود علامات واضحة على الضيق.
  • كن واعيًا بالكلمات التي تستخدمها وكيف يمكن أن تؤثر على طلابك. تجنب بدء المناقشات السياسية أو إبداء الأحكام، وإذا أراد الطلبة مناقشة السياسة، حاول أن تكون متعاطفًا ولكن محايدًا. أو اجعل المناقشة تتجه نحو موضوع تعليمي.
  • قدم صلاة جماعية، تمارين التنفس العميق، أو تمارين اليقظة الذهنية البسيطة في وقت محدد ومخطط له من الحصة (ربما في البداية أو الوسط أو النهاية، ولكن ليس طوال الحصة)، وشجعهم على استخدام هذه التقنيات خارج الحصة أيضًا.
  • قدم "استراتيجيات التأقلم الإيجابية" جنبًا إلى جنب مع المواد الدراسية.
  • شجع الطلبة على التأمل في استراتيجياتهم الخاصة للتأقلم وقوتهم في التعلم.

تدريب وتأهيل المعلمين للتعليم في الطوارئ

ينبغي على المعلمين:

  • - أن يكونوا على اطلاع دائم بالوضع الطارئ، وبشكل عام على ظروف الطلبة وبيئاتهم والتحديات التي يواجهونها.
  • - التأكد من أن التعليم مناسب ثقافيًا (من خلال الأمثلة، والحساسية تجاه القضايا الثقافية، والعمل مع المعلمين المحليين كلما أمكن).
  • - أن يكونوا مدركين لاحتياجاتهم الخاصة من الصحة النفسية والرفاهية في هذا الوضع؛ وأن يحصلوا على المساعدة المتاحة ويبحثوا عن دعم إضافي إذا وجدوا أنفسهم يكافحون للحفاظ على الإيجابية بسبب تأثرهم بمصاعب الطلبة المتعلقة بالصدمات.
  • - توقع مشاركة الطلبة لصدماتهم والتعبير عن الضيق، والتفكير مسبقًا في كيفية التعامل مع ذلك، بشكل عام وفي مواقف صفية محددة.
  • - مشاركة التجارب مع معلمين آخرين يمرون بالوضع نفسه. 
  • يجب أن يتم توفير التدريب من خلال:
  • - إطار عمل قائم على فهم الصدمات وبناء الصمود.
  • - طرق تدريس مصممة للتوافر المتقطع للإنترنت، والتعليم المدعوم بالتكنولوجيا، واستخدام أي تقنيات محددة.
  • - تكييف المواد التعليمية والعثور على مواد تعليمية مشتركة (مفتوحة) مناسبة.
  • - الوعي الثقافي والحساسية الثقافية.

إعداد

أ.د سائدة عفونة (خبيرة التعليم في حالات الطوارئ  والتعلم الإلكتروني ، جامعة النجاح الوطنية)

مراجعة

د. هيلين بيثام (خبير التعليم الرقمي)

دكتور بانوس فوستانيس (أخصائي الصحة النفسية والعقلية)

للمزيد من المعلومات أو للتدريب حول هذه الإرشادات، يرجى التواصل مع أ.د. سائدة عفونة عبر البريد الإلكتروني: [email protected]