نابلس - النجاح الإخباري - في رصد منشورات المواطنين من غزة على منصات التواصل الإجتماعي

، كتب أحد المجوعين (حمدي أبو سيدو) عن معاناته وعائلته من رحلة البحث عن كيس طحين وسط زخات الرصاص.. وكتب التالي: 

 

"اليوم كنت في قلب مجزرة الطحين اللي صارت في زيكيم، مطلعنيش أنا وأخوتي إلا الجوع وإنه أنا وأهلي بدأنا نقع من طولنا من قلة الأكل أو بالأصح انعدام الأكل

 

طبعا أنا و٩٩٪ من اللي راحوا طالعين بطوننا فاضية، ودايخين أصلا وحنضطر نمشي في الشمس ٥ كيلو رايح و و٥ جاي، فهادي معاناة تانية 

 

واحنا بنقدم بعد ما الناس قالت اجت الشاحنات قمنا وبدأ الطخ علينا، انبطحنا، وبدأ الرصاص يصفر فوق راسنا، وجمبي بنت عشرينية حافية انهارت من العياط وصارت تقول بديش أموت روحوني، وهادا كان أول مشهد في المأساة اللي حضرتها هناك 

 

تاني مشهد واحنا بنرجع لورا شوية لقيت عرباية صغيرة اللي بينقلوا عليها الطحين، مكوم عليها شهيد رابطين ايديه كأنه مكلبش ورجليه برضه عشان ميقعش من الكارة، وكان بدون راس، وهادا كان تاني مشهد ومن أصعب المشاهد اللي مرت عليا في الحرب 

 

المشهد التالت بعد بدقيقة بس طفل ١٢ او ١٣ سنة ممدد على كارة بحمار وحواليه امه واخواته البنات قاعدين بعيطوا وبحضنوا فيه، قالهم حروح اجيبلكم طحين استنوني هنا عشان قدام خطر، استشهد جعان ومأخدش طحين وضلت الحسرة في قلب أهله

ومشاهد تانية كتيرة لشهداء ومصابين محملين فوق بعض على الكارات والتكاتك

 

وقتها أنا أخدت قرار إنه أروح خلص، لأنه لما حطيت روحي في كفة وكيس الطحين في كفة لعنت الكوكب والبشرية كلها وقلت روحي أغلى وروحت."