النجاح الإخباري - نظم مركز الإعلام في جامعة النجاح الوطنية، اليوم الخميس، لقاءً حواريًا بعنوان: "واقع الإعلام في الضفة الغربية: التحديات والفرص"، وذلك في إطار أنشطة مشروع Engage، بالشراكة مع جمعية "فلسطينيات"، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، عبر منصة زووم، بمشاركة صحفيين/ات وخبراء/ات ومؤسسات إعلامية وحقوقية.
افتُتح اللقاء بكلمات ترحيبية من مركز الإعلام وجمعية فلسطينيات، مؤكدين أهمية تعزيز الفضاء الإعلامي الحر والمستقل في ظل تزايد الانتهاكات بحق الصحفيين/ات الفلسطينيين/ات في الضفة الغربية، خاصة منذ تصاعد العدوان الإسرائيلي في نهاية 2023 .
وأكدت ميسرة اللقاء من مركز إعلام النجاح الصحفية هيا قيسية على أهمية اللقاء الذي يربط الصحفيين/ات بالمؤسسات ويسلط الضوء على واقعهم الميداني ودورهم الكبير في توثيق الرواية الفلسطينية ويرصد الانتهاكات التي تمارس بحقهم وتحول دون حصولهم على الحريات والأمان بل تعرضهم للمساءلة وتعرض حياتهم للخطر في كثير من الأحيان.
كما أكدت وفاء عبد الرحمن مديرة جمعية فلسطينيات الشريك الأساسي في مشروع engage على أهمية هذه الجلسة الحوارية التي تجمع الصحفيين والصحفيات في الضفة الغربية، للاستماع لاحتياجاتهم في مختلف الجوانب، حيث ابدت استعداد الجمعية للمحاولة في تمكين الصحفيين/ات بالضفة كما فعلت في قطاع غزة حيث كانت الجمعية منذ اللحظة الأولى في دعم الصحفيين/ات في القطاع من خلال تقديم تدخلات مختلفة مثل توفير مواد تموينية وخيام ومحطات عمل ومنامات للصحفيات بشكل أساس.. إضافة لتوفير دعم مالي، وهي الطريقة الوحيدة للمساهمة في ابقاء الصحفيين/ات على قيد الحياة، وهي رسالة شكر لكل منهم على جهودهم ومواصلتهم رسالتهم رغم الإبادة.. من جانب آخر أكدت عبد الرحمن على أهمية الدعم النفسي وبرامج الدعم التي تنفذها الجمعية وتقدمها للزملاء/ات ممن يحتاج للدعم والتفريغ النفسي.. وهي بشكل مجاني وسري أيضا.
مداخلة تحليلية: خارطة الانتهاكات وأدوات البقاء
واستعرض الصحفي والباحث خلف خلف، في عرض تمهيدي، واقع الصحفيين/ات في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن النصف الأول من عام 2025 شهد تصعيدًا غير مسبوق في الانتهاكات، لا سيما في جنين وطولكرم، مع تسجيل أكثر من 343 انتهاكًا، تراوحت بين الاستهداف المباشر، والاعتقالات، ومصادرة المعدات، إضافة إلى الحرب النفسية الممنهجة في ظل غياب المحاسبة الدولية. كما أوضح خلف أن 49 صحفيًا لا يزالون رهن الاعتقال منذ بدء الحرب، بينهم 19 دون توجيه تهم، فضلًا عن تزايد حالات التحريض الرقمي، والاعتداءات من قبل المستوطنين، وانتهاكات وثقتها جهات أممية كخرق صارخ للقانون الدولي الإنساني. المعيقات البنيوية والتحديات القانونية وتناول اللقاء العقبات الهيكلية أمام العمل الصحفي، منها الحواجز العسكرية (849 حاجزًا)، وتغيير قواعد الاشتباك، واستهداف الصحفيين/ات حتى بزيهم المهني، وغياب الحماية القانونية في التشريعات الفلسطينية، إلى جانب أكثر من 17 ألف انتهاك رقمي منذ أكتوبر 2023.
الحماية: من البقاء إلى الإصلاح
وسلطت النقاشات الضوء على تكتيكات البقاء التي يلجأ إليها الصحفيون/ات في الميدان، مثل التنسيق الجماعي، استخدام التكنولوجيا البديلة، والبث المباشر للتوثيق، في ظل ضغط نفسي كبير وغياب وحدات الدعم. وشكّل واقع الصحفيات الفلسطينيات محورًا رئيسيًا في مجريات اللقاء، حيث تناولت النقاشات مختلف أوجه التحديات والانتهاكات التي تتعرض لها الصحفيات، لا سيما الاستهداف المبني على النوع الاجتماعي في الميدان، والتمييز داخل بعض المؤسسات الإعلامية، وغياب التشريعات التي تكفل حمايتهن.
كما أشار المتحدثون/ات إلى تصاعد الضغوط النفسية التي تواجهها الصحفيات العاملات في مناطق المواجهة، من بينها التهديدات، والتحريض الإلكتروني، وصعوبة الوصول إلى مصادر الحماية، إضافة إلى التحديات المرتبطة بالتوفيق بين أدوارهن المهنية والاجتماعية في ظل واقع أمني هش. وأكد المشاركون/ات على ضرورة توفير بيئة أكثر أمانًا ودعمًا للصحفيات، من خلال مراجعة السياسات التحريرية، وتطوير برامج تدريبية متخصصة بالسلامة المهنية والنفسية، وإنشاء وحدات استجابة فورية لحالات العنف القائم على النوع الاجتماعي في الحقل الإعلامي.
الفيلم الوثائقي والشهادات الحية
كما تخلل اللقاء عرض فيلم وثائقي قصير يوثق الانتهاكات بحق الصحفيين/ات، بالإضافة إلى شهادة ميدانية مؤثرة سلّطت الضوء على حجم الخطر الذي يواجه الصحفيون/ات خلال تغطيتهم الميدانية اليومية.
التوصيات المرتقبة خلص اللقاء إلى مجموعة من التوصيات العملية لحماية الصحفيين/ات الفلسطينيين، منها: تعزيز التدريبات والسلامة المهنية توفير الدعم النفسي والقانوني توثيق الانتهاكات أمام المحكمة الجنائية الدولية مراجعة القوانين المحلية تشكيل وحدة قانونية مختصة داخل النقابة تطوير شراكات مع الإعلام الدولي والمبادرات الرقمية