وكالات - النجاح الإخباري - تتزايد الشكوك داخل الأوساط السياسية والعسكرية الأمريكية بشأن فعالية الضربات التي نفذتها واشنطن ضد المنشآت النووية الإيرانية مؤخرًا، في ظل تقديرات تشير إلى أن طهران قادرة على إصلاح الأضرار سريعًا ومواصلة تطوير برنامجها النووي.
وفي هذا السياق، كشف وزير الخارجية الأمريكي السابق، أنتوني بلينكن، في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الضربة التي نفذها الجيش الأمريكي أبطأت بالفعل الطموحات النووية الإيرانية، لكنها لم تنجح في تدمير البرنامج بشكل كامل.
وأوضح بلينكن أن إيران تمتلك القدرة على إعادة بناء منشآتها النووية في مواقع أكثر عمقًا وتحصينًا يصعب الوصول إليها، مؤكدًا أن طهران مستمرة في تطوير قدراتها النووية بالتوازي مع جهودها الهندسية لإخفاء بنيتها التحتية.
وأشار بلينكن إلى أن خبراء عسكريين أعربوا عن شكوك جدية حيال قدرة القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات، التي تزن 30 ألف رطل (نحو 13.6 طن)، على تدمير منشأة "فوردو" النووية الإيرانية وغيرها من المنشآت المحصنة.
وأضاف الوزير الأمريكي السابق: "التقارير الأولية تشير إلى أن البنية التحتية النووية الإيرانية تضررت، لكنها لم تُدمّر بالكامل، ما يثير تساؤلات حول فعالية الخيار العسكري كوسيلة لإيقاف البرنامج الإيراني".
وتتطابق تصريحات بلينكن مع مواقف أخرى داخل الإدارة الأمريكية، حيث قال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، في مقابلة مع شبكة CNN، إن الضربات الأمريكية لم توجه "ضربة قاضية" للبرنامج النووي الإيراني، رغم التصريحات المتفائلة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أعقاب العملية.
وتأتي هذه المواقف في وقت تتصاعد فيه المخاوف الدولية من انزلاق المنطقة نحو مزيد من التصعيد، وسط غموض يحيط بقدرة واشنطن على كبح الطموحات النووية الإيرانية عبر الوسائل العسكرية فقط.