شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - يواصل الاحتلال الإسرائيلي الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق المدنيين في غزة، مستخدما كل الأسلحة من حرق وقصف يستهدف بها حتى خيام النازحين بل ويستدرج الجوعى للازدحام عند مراكز توزيع المساعدات الأمريكية ثم يقتلهم بدم بارد في "مصيدة" لا تعرف الإنسانية.
وفي السياق تحدث المفكر والكاتب السياسي هاني المصري لـ "النجاح"، عن تعقيدات المشهد الفلسطيني في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن المستقبل تحكمه سيناريوهات قاتمة، يتراوح أغلبها بين السيء والأسوأ، بينما تبقى فرص الحل الجذري مرهونة بإرادة فلسطينية حقيقية لإعادة ترتيب البيت الداخلي.
وأشار المصري إلى نتائج دراسة استشرافية أعدها مركز مسارات نهاية العام الماضي، شارك فيها أكثر من 150 شخصية من النخبة، أوضحت مدى ضبابية الأفق، حيث لم يتجاوز أي من السيناريوهات المحتملة نسبة 30% من الترجيح. السيناريو الأكثر تفاؤلًا تمثل في توصل الفلسطينيين إلى ترتيب داخلي يُفضي إلى تقليل حجم الضرر، لكن احتماليته تبقى محدودة.
وأكد المصري أن السيناريوهات التي تتنافس اليوم تشمل ضم الأراضي، التهجير، واستمرار الإبادة، مشددًا على أن هذه الخيارات، رغم خطورتها، لا تحظى بترجيح حاسم، في ظل تغيرات محتملة على الساحة الإسرائيلية، مثل سقوط حكومة نتنياهو أو الذهاب لانتخابات مبكرة، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة توقف العدوان.
وفيما يتعلق بمفاوضات التهدئة، رأى المصري أن هناك تطورًا ملحوظًا في الموقفين الإسرائيلي والفلسطيني، لاسيما في قبول حماس لضمانات شفهية بدلًا من مكتوبة، وتراجع إسرائيل عن شروطها المتشددة في الصفقات الجزئية، ما يفتح نافذة لتهدئة مؤقتة، لكنها -بحسب المصري- لا تزال رهينة النوايا الإسرائيلية باستمرار الحرب.
وأضاف: "نتنياهو يستخدم المفاوضات كغطاء لاستمرار الحرب، ويراهن على نصر ساحق يضمن له البقاء سياسيًا. أما المعارضة الإسرائيلية، فرغم تفوقها النسبي في استطلاعات الرأي، إلا أنها لا ترغب بالاستناد إلى الأحزاب العربية لتشكيل حكومة، ما يحد من فرص التغيير الجذري في السياسات الحالية".
وحول إمكانية التغيير الأوروبي، خاصة في موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أوضح المصري أن التحول الظاهر في خطاب ماكرون لا يعود لاكتشاف متأخر للحقيقة، بل نتيجة ضغوط داخلية، وحسابات انتخابية، ومحاذير قانونية قد تضع بعض الحكومات الأوروبية أمام المساءلة بسبب جرائم الحرب في غزة.
وأكد المصري على أن إعادة توحيد الفلسطينيين في إطار وطني جامع يشكل السبيل الوحيد لصد السيناريوهات الكارثية، قائلاً: "إذا تحقق التوافق الفلسطيني، فسيكون من الممكن استثمار المواقف الدولية والعربية، وفرض شروطنا بدلًا من الانصياع لشروط الآخرين"