شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - حذّر نقيب أصحاب الملاحم في فلسطين، عمر النبالي، من ارتفاع غير مسبوق في أسعار اللحوم، مؤكدًا أن "الوضع مزرٍ، والأسعار بلغت حد الغلاء الفاحش، في ظل غياب خطة حكومية واضحة لمعالجة الأزمة".

وقال النبالي في مقابلة عبر إذاعة "النجاح": "هذه الأزمة تتفاقم عامًا بعد عام، ومع كل مناسبة دينية يتجدد الحديث عنها دون أي حلول جذرية. الخراف أصبحت خارج قدرة المواطن، وسعر الخاروف الواحد يصل إلى نحو 3000 شيكل، وهو ما يعني خسارة مؤكدة للحام إن قرر بيعه".

وأوضح النبالي أن معظم الملاحم في رمضان لم تذبح خرافًا بسبب التكاليف العالية، مضيفًا: "إذا أراد المواطن شراء كيلو لحم، فهو بحاجة إلى 400 شيكل، أي ما يعادل دخل خمسة أيام عمل. نحن نتحدث عن أزمة أمن غذائي حقيقية تمسّ كل بيت".

غياب الخطط وغياب الدعم

وأشار إلى أن تراجع تربية المواشي في فلسطين مرتبط بغياب خطط حكومية واضحة، قائلًا: "وزارة الزراعة تتحدث عن استيراد 19 ألف رأس، لكن هذا لا يحل المشكلة. المطلوب هو برنامج طارئ يعيد تنشيط الإنتاج المحلي خلال عام أو عامين. المزارع موجودة، لكن بحاجة إلى دعم وتمويل مباشر. في التسعينات كانت لدينا مزارع كثيرة، واليوم تقلصت بفعل التوسع العمراني".

وأكد أن "الثروة الحيوانية تراجعت رغم الزيادة السكانية، وإذا لم يتم استغلال أطراف المدن لبناء مزارع جديدة، سنفقد ما تبقى".

البروتوكول الجمركي يرهق السوق

وتطرّق النبالي إلى العقبات الجمركية، معتبرًا أن "البروتوكول الاقتصادي مع الاحتلال الإسرائيلي يفرض ضرائب مرتفعة تصل إلى 12 شيكل على كل كيلو لحم مستورد، ما يزيد العبء على المواطن، على عكس الأردن التي لا تفرض ضرائب أو حجراً صحياً على اللحوم".

وأضاف: "رفعنا تصورًا إلى دولة رئيس الوزراء محمد مصطفى بخطة مرحلية تتضمن إعفاءً جمركيًا مؤقتًا على استيراد اللحوم وسد الفجوة في السوق عبر استيراد 100 إلى 200 ألف رأس غنم. إذا تم اتخاذ هذا القرار، ستعود الأسعار إلى طبيعتها".

دعوة للحكومة وللخبراء

وختم النبالي بدعوة للحكومة إلى إطلاق برنامج طارئ لدعم مربي الثروة الحيوانية، قائلًا: "الأمن الغذائي خط أحمر، وأي تباطؤ في معالجة هذه القضايا سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع. نطالب وزارة الزراعة بوضع خطة استراتيجية تشبه وجود المدارس في كل منطقة، وأن يكون لدينا مزارع منتشرة بإشراف مباشر منها".

كما دعا الأكاديميين والمتخصصين في الاقتصاد والطب البيطري والزراعة إلى رفع صوتهم والمساهمة في تقديم حلول عملية للأزمة.