النجاح الإخباري - في قراءة سياسية للمشهد الفلسطيني، حذر الكاتب والمفكر السياسي هاني المصري من أن الخطر الذي تواجهه القضية الفلسطينية اليوم لا يتمثل فقط في مشاريع الاحتلال لإضعاف الفلسطينيين أو إلحاق الهزيمة بهم، بل في سعي إسرائيل إلى ترسيخ هذه الهزيمة في الوعي الفلسطيني، ومصادرة الحق في المقاومة، وبالتالي مصادرة المستقبل الفلسطيني بأكمله.
وقال المصري في مقابلة خاصة مع "النجاح":"يمكن أن نهزم، هذا وارد جدًا، لكن تسليم بالهزيمة وتكريسها أخطر من الهزيمة نفسها... إذا استسلمنا هذه المرة فسيتم مصادرة المستقبل الفلسطيني."
نائب الرئيس.. صراع صلاحيات لا حل سياسي
وتعليقًا على الجدل المثار حول تعيين نائب لرئيس السلطة، وتكليف حسين الشيخ، أوضح المصري أن هذه الخطوة لا تعني بالضرورة خروج السلطة من مأزقها، لأن المشكلة لا تتعلق بالأشخاص أو شغر المناصب، بل بطبيعة النظام السياسي ذاته.
وأضاف:"حتى تعيين نائب لرئيس اللجنة التنفيذية أو للسلطة لا يمثل حلاً، لأن النظام الأساسي يسمح للجنة التنفيذية باختيار رئيس مؤقت عند الحاجة، ولا وجود لفراغ دستوري. المشكلة الحقيقية أننا وصلنا إلى طريق مسدود دون رؤية جديدة."
واعتبر أن الخطوة مجرد مراوغة سياسية، مستدلًا بعدم وجود صلاحيات حقيقية لنائب الرئيس، ما دام الرئيس يستطيع تعيينه أو عزله، واصفًا الواقع السياسي بأنه "مذبحة قانونية موازية للمذبحة السياسية".
لا يمكن إلغاء وجود حماس لكن عليها التخلي عن الحكم
وفي سياق الحديث عن مآلات المشهد الفلسطيني بعد الحرب، علّق المصري على المطلب الإسرائيلي بتسليم حماس لسلاحها، واصفًا هذا الطرح بـ"المخادع"، قائلًا إن معظم السلاح المتبقي هو سلاح فردي، ويمكن شراؤه بسهولة، في حين أن السلاح الرمزي الحقيقي هو الإرادة وقوات النخبة.
وأكد أن:"تسليم السلاح دون ضمانات يعني التخلي عن رمز الكرامة والحق، وهذا غير منطقي... الموضوع ليس تسليم السلاح، بل هو صمود أو استسلام."
وشدد على أن إخراج حماس من المشهد السياسي والاجتماعي والعسكري هو هدف إسرائيلي غير ممكن التحقيق، لأنها تمثل اتجاهًا أساسيًا في المجتمع الفلسطيني، تمامًا كما تمثل فتح والجبهة الشعبية والفصائل الأخرى.
أخطأ مشعل
وفي تعليقه على تصريح القيادي في حماس خالد مشعل الذي وصف الخسائر في غزة بـ"التكتيكية"، قال المصري:"خسائر بعشرات الآلاف وتدمير قطاع غزة بالكامل ليست تكتيكية... استخدام مثل هذا المصطلح في غير سياقه لا يعكس حجم المعاناة."
واعتبر أن كل الفصائل تتحمل المسؤولية، وأن استمرار الانقسام يعزز من قدرة الاحتلال على تنفيذ مخططاته، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى اتفاق وطني جامع يتجاوز الردود الارتجالية.
وشدد على ضرورة تحقيق اتفاق وطني وإلا سيستمر الاستنزاف، مؤكدًا على أن التاريخ مليء بقصص اتفاق الأعداء في مواجهة عدو مشترك... نحن أبناء وطن واحد ودم واحد، ولا يوجد فلسطيني يؤيد الإبادة أو التهجير."