شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - أكد محافظ جنين، كمال أبو الرب، أن قوات الاحتلال تواصل عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الخامس على التوالي، في عملية عسكرية مستمرة أسفرت عن عدد من الشهداء وتدمير واسع للبنية التحتية وفرض حصار مشدد على المدينة والمخيم.
وشدد أبو الرب في حديثه لـ"النجاح" على أن المحافظة تعمل على خطة طوارئ لمواجهة التحديات الراهنة وتخفيف معاناة المواطنين. قائلاً: "إن قوات الاحتلال تجتاح مدينة جنين ومخيمها في عملية إجرامية مستمرة، أدت إلى تدمير البنية التحتية، وقطع المياه والكهرباء، وفرض حصار مشدد على المخيم والحارة الشرقية، بالإضافة إلى محاصرة المستشفيات وإعاقة حركة الدفاع المدني وسيارات الإسعاف."
وأوضح أبو الرب أن المحافظة قد دعت إلى تنفيذ خطة طوارئ عاجلة بالتعاون مع خلية الأزمة الصحية، وتضم اتحاد المقاولين، بلدية جنين، الغرفة التجارية، ورئيس مخيم جنين، وذلك بهدف توفير الإغاثة للمتضررين وتلبية احتياجاتهم في هذه الظروف العصيبة.
وأشار المحافظ إلى الجهود المستمرة لضمان توصيل المياه والكهرباء إلى المحطات والمحولات التي يستهدفها الاحتلال، حيث قال: "مستشفى جنين الحكومي بحاجة يومياً إلى 100 كوب من المياه، وهذا يتطلب تنسيقاً كبيراً. كما تعرضت سيارات الإسعاف وصهاريج المياه للاعتداء من قبل قوات الاحتلال، مما يعيق توصيل الإمدادات الحيوية."
وأكد أبو الرب أن المحافظة تعمل على خطة لما بعد انسحاب الاحتلال، وتشمل توزيع الآليات والمعدات لإزالة الأضرار وإعادة تأهيل الشوارع والبنية التحتية. وقال: "في الاجتياح الماضي كان لدينا 32 آلة وجرافة تعمل حسب الأولويات، ورغم شح الإمكانات، قامت الحكومة بتعليمات الرئيس بإعادة تأهيل الشوارع المتضررة، ولكن هذه المرة حجم الدمار أوسع وأشمل."
مطالب صحية
وفيما يتعلق بالخدمات الصحية، أوضح أبو الرب أن التنسيق جارٍ لتحويل مرضى الكلى إلى مستشفيات خارج جنين، نظراً لحاجة مستشفى جنين الحكومي اليومية الكبيرة للمياه في ظل الاجتياحات المتكررة. وأضاف: "نعاني أشد معاناة في التعامل مع الجثث، حيث اضطررنا لتحويلها إلى قباطية وعرابة، ونحن بحاجة ماسة إلى مستشفى حكومي آخر خارج مدينة جنين."
اختتم المحافظ كمال أبو الرب تصريحاته بمناشدة الرئيس محمود عباس لتدعيم محافظة جنين بمستشفى جديد خارج المدينة، مشيرًا إلى أن هناك مؤشرات إيجابية لصدور مرسوم رئاسي بالتنسيق مع وزارة الصحة لإنشاء هذا المستشفى، وذلك لمواجهة الأزمات الصحية المتزايدة في ظل الظروف الراهنة.
ولا يزال الاحتلال يواصل حصاره لمدينة جنين لليوم الخامس على التوالي في عملية مستمرة تهدف إلى تكريس معاناة السكان وتدمير البنية التحتية، وسط محاولات متواصلة لعزل المدينة عن محيطها وتقويض صمود أهلها.